مرة أخرى يلجأ السيد بوعشرين إلى أسلوب الاختلاق وخلط الهلوسة بالواقع في تحامله على حزب الاستقلال وعلى قيادته.. لقد اعتادت يوميته على نشر العديد من المقالات التي تتحامل فيها على حزب الاستقلال وعلى أمينه العام،باستعمال أسلوب وأوصاف لا تمت للصحافة ولا لأخلاقيات المهنة بصلة. وفي افتتاحيته لليوم الخميس 16 أبريل عمد «بوق سيده» إلى نسج رواية لا علاقة لها بالوقائع،وغير مستندة إلى مصادر واضحة ومسؤولة،وسمح لنفسه بتقديم معطيات مغلوطة القصد منها التشهير بحزب الاستقلال وبأمينه العام،وهو ما يعاقب عليه القانون.. وحزب الاستقلال يقول «لبوق سيده» بجميع اللغات،»نتحداك أن تسمي الأشياء بمسمياتها،وتفصح عن العضو القيادي الوهمي الذي جرى بينك وبينه الحوار الافتراضي،فأنت لا تستطيع ذلك،لسبب بسيط هو أنك دبجت مقالك اعتمادا على الهلوسة وعلى لغة التماسيح والعفاريت،التي اعترفت في السابق أنك من سلالتها «. والواقع أنه في مثل هذه الحالة،وحالات أخرى من المفروض أن تتجه النيابة العامة إلى تحريك المتابعة القضائية بخصوصها لوضع حد للإفك والبهتان الذي يتلذذ به الشخص المذكور مستغلا حرية الصحافة .. إننا إلى جانب المتتبعين لا ندري كيف تحول طالب فاشل،بقدرة قادر، إلى «باطرون» إعلامي مراكم للأموال في ستة أيام،مع احترامنا الكبير للطلبة ولرجال الأعمال،ولا نعرف كيف يتجرأ هذا الطالب الفاشل على تقديم النصائح لأساتذته وأسياده،وهو غير قادر على معالجة أمراضه النفسية..ولكننا نعرف جيدا أن اللهاث وراء مراكمة الأموال وإغواءات السيارات الفارهة،تعمي البصيرة،وتجعل الطالب الفاشل يقدم على أي مغامرة غير محمودة العواقب،ويفعل أي شيء مهما بدا لا أخلاقيا،ولو استدعى الأمر القيام بأعمال السخرة و»التبحليس والتبنديق» لأسياده.. فعوض القيام بدوره الإعلامي والتنويري بمختلف القضايا التي تهم الشعب المغربي،وتقديم الأخبار والحقائق التي تهم تدبير الشأن العام في بلادنا سلبا وإيجابا،يستمر بوق سيده في «لحس الكابة» والتحليق في سماء الأوهام والعالم الافتراضي عبر الاعتماد على اللقاءات الوهمية مع شخصيات قيادية من نسج الخيال،كما حصل في هلوسته الأخيرة ،حيث اختار الحديث باسم قيادي وهمي عن الأوضاع التنظيمية لحزب الاستقلال . إن عشقه للهلوسة،يدفعه إلى ترويج الإشاعة والدجل وبيع الوهم، الذي يعتبر جزءا من طريقة تفكيره وأسلوب حياته، ولا يتبع ذلك مع حزب الاستقلال فقط ،بل يوظفه ضد كل من يعارض ولي نعمته .. إن حزب الاستقلال ومعه القراء يتحدى «بوق سيده» أن يقدم الدلائل والحجج والإثباتات التي تدعم هلوسته في مقاله،وفي مقالات أخرى مشحونة بالافتراء وتفتقد للحرفية .. إن حزب الاستقلال لا يمكنه أن يخضع للابتزاز من قبل شخص اغتنى بالابتزاز،وباستعمال طرق النصب والاحتيال،ولا يمكن أن يخضع لأي ضغط مهما كان نوعه،وكيفما كانت الوسائل والأدوات المستخدمة فيه ،عن طريق توظيف شخص يبحث عن تصريف مكبوتاته عبر مهنة الصحافة النبيلة. والواقع أن الظاهرة الكلامية التي يجسدها بنكيران،كانت في حاجة إلى ظاهرة إعلامية يمثلها «بوق سيده»،وهكذا « طاح الحك ولقا غطاه «،كما يقول المثل الشعبي المأثور،فاختار الطالب الفاشل أسلوب التنفيس والمكابرة وعدم الاعتراف بالواقع،وأصيب بجنون العظمة ،فارتمى في أحضان من أصابه مس التماسيح والعفاريت . والحقيقية التي يعرفها الجميع،أنه لم تتجرا أي صحيفة مغربية،حتى الآن،على مدح السيد بنكيران و»تبييض» حصيلة حكومته،كما تفعل صحيفة «أخبار اليوم»،ولم يتجرأ أي صحفي مغربي،حتى اليوم،على تبجيل رئيس الحكومة،مثل ما يفعل الصحفي بوعشرين،فالصحيفة المذكورة لا تترك صغيرة ولا كبيرة عن الإنجازات العظيمة لحكومة بنكيران إلا ودبجت المقالات حولها،والسيد بوعشرين لا يترك أي «شاذة أوفادة» قد تخدم السيد بنكيران،إلا ودبج افتتاحياته حولها،وخصوصا ما يتعلق بإعلاء شأن أعضاء الحزب الذي يقود الحكومة،والحط من قيمة معارضيهم وبالخصوص شباط وقيادة حزب الاستقلال،ويستعمل في ذلك النكتة المشهورة المتعلقة بالحديقة والطائرة،حيث يكتب في كثير من الأحيان دون وجود ما يسميه الفقهاء أسباب النزول،كما أن العدد الواحد من الجريدة يتضمن الافتتاحية عن خصوم بنكيران،والمادة الرئسية عن الفتوحات العظيمة لحكومة بنكيران،ومواد أخرى عن صولات وجولات برلمانيي فريق بنكيران،وتغطيات مختلفة عن أنشطة حزب بنكيران، هذا هو الأداء الإعلامي لجريدة بوعشرين المستقلة جدا،والحرة جدا،والموضوعية جدا جدا؟؟؟؟ فعندما يتلقى هذا الشخص الأغلفة المالية،وتؤدى عنه تذاكر السفريات،وتحجز له الغرف في الفنادق الفخمة،لا تهمه الصحافة الحرة،ولا تهمه المواصفات المهنية، ولا تهمه خدمة جمهور القراء،وتبقى هذه الأخيرة مجرد شعارات للاستهلاك الإعلامي .. بالنسبة لهذا الشخص المهووس بشباط،لا يهم نبل رسالة مهنة المتاعب،فعوض المساهمة في صناعة الرأي العام ونقل المعلومة والخبر واحترام الرأي الآخر،يحاول تغليط الرأي العام بأخبار لا قيمة لها،وعوض أن يفضح الفساد والمفسدين والرشوة والمحسوبية والزبونية،يفضل إبرام الصفقات الإشهارية،وتقديم الخدمات لمن يؤدي أكثر،والبحث عن الأمجاد الإعلامية ولو بممارسة الكذب والقذف والتشهير واختلاق الملفات والدعاوى القضائية.وكما يقول المثل المأثور، إن «بوق سيده» يمكن أن يخدع بعض الناس طول الوقت كما يمكنه أن يخدع العالم لبعض الوقت،ولكنه لا يمكنه أن يخدع العالم في جميع الأوقات .. إن «بوق سيده» يجب أن يقتنع بأنه مجرد عازف في جوقة إعلامية تدين بالولاء للذي يدفع،سينتهي دورها دون شك،وهو مجرد شخص غارق في الهلوسة،ولذلك نرجو من الله أن يقينا شر الهلوسة التي ابتلي بها،وأن يهدي المهلوسين أمثاله إلى صراطه المستقيم.