قالت تقارير إن محتالين استولوا على 2.2 مليون جنيه إسترليني عبر الإنترنت من أموال حجز الطيران والفنادق لقضاء العطلات خارج البلاد. وكانت جماعات من "قراصنة الإنترنت" استهدفت مؤسسات الحجز عبر الإنترنت من أجل الاستيلاء على أموال العملاء. وكانت صدمة كبيرة لكثير من العملاء الذين أدركو أنهم وقعوا فريسة لعملية احتيال فور الوصول إلى أماكن الإقامة، إذ اكتشفوا أن المبالغ التى دفعوها لم تصل. وكان أغلب ضحايا عملية الاحتيال قد سددوا قيمة الحجز بطرق مثل التحويل البنكي ما يقلل إمكانية استرداد تلك الأموال. وبدأ اتحاد وكلاء السفر البريطاني، بالتعاون مع الشرطة والموقع الإليكتروني الحكومي "أمن نفسك على الإنترنت"، جهودا مشتركة تستهدف توعية الراغبين في حجز رحلات سياحية لقضاء العطلات خارج البلاد عبر الإنترنت. وتطالب الحملة العملاء بضرورة توخي الحذر أثناء الحجز عقب إصدار المكتب الوطني لمباحث مكافحة الاحتيال هذا التقرير. وكشف التقرير أن عدد حالات الاحتيال أثناء حجز العطلات بلغ 1569 حالة تلقى مكتب مكافحة الاحتيال التابع للشرطة بلاغات بها على مدار العام الماضي. ومن بين تلك الحالات شخص خسر 62 ألف جنيه إسترليني دفعها مقابل مخطط زائف لمشاركة الوقت (Timeshare). وأكد عدد كبير من ضحايا عملية الاحتيال الإليكتروني أن تلك العملية كان لها أثر بالغ على صحتهم ووضعهم المالي في حين أشار 167 منهم إلى أن تلك الجريمة أثرت عليهم بشكل كبير إذ أودع بعضهم المستشفى لتلقي العلاج من أثر الصدمة. قال مارك تانزر، رئيس اتحاد وكلاء السفر البريطاني، إن "عملية احتيال العطلات تمثل شكلا جديدا مؤسفا من أشكال الاحتيال يتجاوز ضررها الجانب المالي لأن لها أثرا عاطفيا قويا على الضحية". وأضاف أن "الكثير من ضحايا الاحتيال لا يطيقون صبرا حتى يبدأوا العطلات التي انتظروها طويلا أو يذهبوا إلى المكان الذي يحبونه، وعندما يتعرضون لذلك، يعانون أضرارا مادية ومعنوية في نفس الوقت". الحذر واجب . وتركز عمليات الاحتيال على عملاء حجز العطلات على الفئة العمرية من 30 إلى 49 سنة مع ارتفاع معدل الإبلاغ عن تلك الحالات في أشهر الصيف بالإضافة إلى شهر ديسمبر استهدافا لراغبي قضاء عطلات عيد الميلاد في الخارج. وأشارت تقارير إلى أن حالات قليلة جدا ممن تعرضوا للنصب أثناء حجز العطلات كانو قد سددوا ببطاقات الائتمان الدائنة والمدينة. وتتضمن أكثر أنواع الاحتيال في حجز العطلات تذاكر الطيران المزيفة، والقرصنة على الحسابات المصرفية، وإعلانات إليكترونية مزيفة، ومواقع إليكترونية مزيفة بالكامل. وذكرت دراسة أن حجوزات الرحلات الرياضية والدينية تُستهدف بشكل خاص من قبل المحتالين من هذا النوع نظرا لمحدودية الفرص في الحصول على أماكن إقامة وتذاكر وقت تلك الرحلات، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما يستغلونه في تقديم عروض وهمية أقل سعرا. وكانت حجوزات الرحلات إلى دورة ألعاب الكومونولث في غلاسغو وكأس العالم في البرازيل 2014 قد استهدفت مع ظهور عدد كبير من الحالات التي سددت أموالا مقابل عمليات حجز مزيفة لأماكن إقامة وتذاكر لحضور مبارايات. كما سافرت أسرة لمدة خمس ساعات لقضاء عطلة تمتد لأسبوع في كورنويل بتكلفة 1500 جنيه إسترليني، إلا أنهم اكتشفوا أن الموقع الإليكتروني الذي حجزوا من خلاله تعرض لعملية قرصنة ومن ثَمَ تغيرت جميع بيانات التعامل مع البنك، ما أدى إلى حرمان تلك الأسرة من قضاء العطلة وفشلها في استرداد ما دفعته من أموال. ويقول كبير المحققين بشرطة لندن ورئيس قسم الجريمة الإليكترونية دايف كلارك إن "طبيعة وحجم عمليات الاحتيال الخاصة بالعطلات تشير إلى أن التدخل من جانب الشرطة فقط لن يمثل سوى جزء من الحل". وأضاف أن "المتسوقين عبر الإنترنت لابد أن يتوخوا الحذر في جميع التعاملات الضرورية التي يجرونها قبل الحجز للتأكد من حقيقة الجهة التي يحجزون لديها أو من خلالها".