'لقد أصبحت حياتنا و حياة أبنائنا مهددة بالهلاك، و السبب هو تلك السيارات المعدة للتهريب التي تمر بحينا أزيد من عشرين مرة في اليوم..!!' هذا ما أصبح سكان حي الوحدة يرددونه يوميا أمام استفحال ظاهرة مرور طوابير من السيارات المهترئة و المعدة لتهريب البنزين من الجزائر.. و بالرغم من النداءات المتكررة لسكان الحي المذكور عبر وسائل الإعلام الوطنية و المحلية و رغم بعض التدخلات الأمنية للحد من هذه الظاهرة، فالمشكل زاد استفحالا، و أخذت سيارات تهريب الوقود الجزائري حي الوحدة و خاصة زنقة F5 معبرا رئيسيا لها بل حلبة ل 'راليها' الخطير، حيث ترى عشرات المقاتلات المحملة بمئات الأطنان من هذه المادة الخطيرة تعبر أزقة الحي بسرعة جنونية الواحدة تلو الأخرى و بأصوات مدوية ترعب الساكنة خلال منتصف الليل و كل صباح من الساعة السابعة إلى غاية التاسعة، فتجتاز الطريق دون اكتراث لما ستسببه من كوارث إنسانية لا قدر الله، كما لا يعير سائقوها 'المهربون' علامات المرور أي اهتمام، و قد عايننا أسطولا من هذا النوع من السيارات المعدة لتهريب البنزين، و أغلبها من نوع 'ايسباس و رونو 18 و رونو 25 ' كانت إحداها بصدد تفريغ حمولتها التي تعدت 45 برميلا مملوءا بالوقود بالقرب من أحد المنازل.. و للإشارة فقد شهدت مدينة وجدة و المناطق المجاورة لها سابقا عدة حوادث مميتة تسببت فيها سيارات تهريب البنزين و نخص بالذكر حادثة سنة 2011 بالطريق الوطنية رقم 6 و كذا بالطريق الوطنية رقم 2 و بطريق سيدي يحيى، و قد راح ضحية هذه الظاهرة الخطيرة عدد من الأبرياء، فيما تسببت مرارا مادة الوقود المهرب في حدوث حرائق بعدد من المنازل التي كان أصحابها يعدونها لتخزين هذه المادة و تصبح قنبلة موقوتة تهدد حياة و ممتلكات السكان المجاورين.. و تجدر الإشارة أن مصالح ولاية أمن وجدة و منذ سنة 2010 و في إطار السعي المتواصل لمحاربة ظاهرة تهريب البنزين ، و نظرا لما تشكله هذه الظاهرة من انعكاسات على الاقتصاد الوطني و الخطورة البالغة على سلامة الساكنة بسبب ما تخلفه وسائل النقل المستعملة و المعروفة ب: ( المقاتلات) من حوادث السير المأساوية، و بعد اعتماد خطة أمنية محكمة جندت لها ولاية أمن وجدة عددا كبيرا من العناصر و المعدات، لتأمين الشريط الحدودي الممتد من طريق مغنية إلى طريق تويست سيدي بوبكر مرورا بواحة سيدي يحيى، ونصب عدد من السدود القضائية الثابتة و كذا نقط مراقبة لسد الثغرات التي اعتاد المهربون سلكها بالإضافة إلى تعيين دوريات متحركة للمراقبة و التدخل لرصد كل الطرق و المسالك التي يعبرها المهربون، من تسجيل نتائج جد ايجابية خلفت ارتياحا كبيرا لدى ساكنة مدينة وجدة، و هكذا بلغت كميات المحجوزات من البنزين المهرب من الجزائر خلال نفس الفترة حوالي 800 طن أو أكثر ، حيث تم تسجيل في هذا الإطار قرابة 1500 قضية قدم فيها للعدالة المئات من الأشخاص المتورطين في هذا النشاط المحضور.. و قد بلغت محجوزات البنزين المهرب سنة 2010 وحدها من طرف ولاية الأمن و رجال الدرك : 227535 لتر أي 227 طنا و نصف قيمتها المالية فاقت 1592745 درهم ، و على إثرها تم حجز 700 مقاتلة من مختلف أنواع السيارات المجهولة الهوية والتي تتم سرقتها و تغيير معالمها .. بالإضافة إلى 126 دراجة نارية كانت تستعمل في هذا النشاط المحضور . و كان عدد القضايا التي تم تسجيلها 645 قضية قدم من أجلها للعدالة 346 شخصا.. أما ما تخلفه هذه المقاتلات من ضحايا و خسائر مادية فحدث و لا حرج ..كان آخرها لما لقي سائق سيارة "مقاتلة" حتفه في التو خلال يونيو 2011 بالطريق الوطني رقم 6 الرابط ما بين سلا و وجدة ، و ذلك لما انقلبت به سيارته حيث كان يسير بسرعة جنونية ففقد سيطرته عليها بحكم الشحنة الثقيلة من الوقود المهرب من الجزائر التي كان ينقلها على متنها في اتجاه مدينة العيون سيدي ملوك .. و اشتعلت النيران، شهر أبريل 2013 في سيارة «مقاتِلة» محملة بالبنزين المهرَّب من الجزائر. وكانت المقاتلة المحمَّلة ببراميل الوقود المهرب تسير في الطريق المزدوجة في اتجاه الناظور، في ضاحية مدينة السعيدية، قادمة من الحدود المغربية الجزائرية. وبمجرد اندلاع النيران فيها لاذ السائق بالفرار، متخليا عنها، حيث أتت عليها النيران عن آخرها. ولم يخلف الحادث ضحايا، سوى الفزع والهلع اللذين أصابا مرتادي الطريق، مما تسبب في إرباك حركة المرور. و لقي مهرب حتفه ، في حادثة سير ب «مقاتلته»، على مستوى الطريق الوطنية رقم 27، الرابطة بين مدينة بركان و أكليم. وكان الهالك البالغ من العمر (قيد حياته) حوالي 40 سنة والمتحدر من مدينة زايو، القاطن بحي معمل السكر، على متن سيارته «المقاتلة» التي لا تحمل صفائح ترقيم والمحمَّلة ببراميل من الوقود المهرب من الجزائر، متوجها إلى منطقة زايو، حيث يعمل على ترويجه.. إلا أنه فقد السيطرة على سيارته لتنقلب وتودي بحياته مخلفا وراءه ثلاثة أطفال.