العلم: بالرغم من المجهودات التي تبذلها كل من المصالح الأمنية لولاية أمن وجدة و رجال الدرك و الجمارك بخصوص الحرب المعلنة ضد ظاهرة ما يسمى ب “المقاتلات”،السيارات المستعملة في نشاط التهريب و التي أغلبها إما مسروقة أو مستعارة تحمل معالم مزورة ،تكون في غالب الأحيان محملة بالبنزين المهرب من الجزائر و أخري مشحونة بالخمور أو السجائر أو الملابس المستعملة المهربة كذلك ، و تأتي من بعض المنافذ السرية الموجودة على الشريط الحدودي المغربي الجزائري ، فتنطلق بسرعة جنونية عبر أحياء و أزقة و شوارع مدينة وجدة ، سائقوها يكونون غير آبهين بمن على الطريق فتتسبب في حوادث خطيرة و مؤلمة سواء في حق الراجلين أو السائقين و الأخطر من ذلك كونها تمر كالبرق من أمام أبواب المؤسسات التعليمية و الشوارع الرئيسية كشارع الشهيد بوعلام المتفرع عن طريق تازة الطريق الوطني رقم 6 و شارع علال الفاسي و شارع سيدي يحيى و غيرها من الشوارع الرئيسية..و كم مرة تسببت هذه “المقاتلات” في هلاك أبرياء من الأطفال كما من الكبار..و كم مرة انقلبت مقاتلات على الطريق بفعل السرعة الجنونية فتسببت في عرقلة المرور بل حتى في اندلاع النيران بسبب تدفق حمولتها من الوقود المهرب ، كما حدث منذ ثلاث سنوات على طريق سيدي يحيى و بالضبط قرب ثانوية المغرب العربي لما انقلبت مقاتلة نوع رونو 25 و على متنها لأزيد من 40 صفيحة مملوءة بالبنزين أي حوالي طن و نصف كانت ستؤدي إلى كارثة إنسانية لولا تدخل رجال الأمن و رجال الوقاية المدنية..و الكل يتذكر بمدينة وجدة هلاك ثلاث شبان بالطريق المؤدية إلى المركز الحدودي “جوج بغال” بعد أن داستهم مقاتلة كانت تلتهم الطريق بسرعتها الجنونية، حيث لم تترك لهم لحظة وداع : شفيق مسواط ذي 17 ربيعا حيث ما زال يتابع دراسته في السنة الثانية من سلك الباكالوريا، وتوفيق لحمامي البالغ من العمر 18سنة والبكاي الذي لم يكمل سنته 19 متزوج ولم تكتمل فرحته إذ لن يعرف مولوده الأول الذي سيخرج إلى الدنيا يتيما.. … ليس هؤلاء هم أول ضحايا تلك المقاتلات التي تجوب طرقات الجهة الشرقية وشوارع مدنها، أو آخرها. “لقد سبق أن حصدت تلك المقاتلات التي يسوقها مهربون لا يحلمون بذرة شفقة ولا رحمة و ليست في قلوبهم إنسانية بل غرضهم الوحيد كسب المال عن طريق المحظورات.. فغالبا ما يكون هؤلاء السائقون في حالة غير عادية ويتحركون في مجموعات وأسراب من المقاتلات محملة بالسلع أو بالوقود المهرب عادة في الليل أو الصباح الباكر وحتى في مختلف أوقات النهار يكتسحون الطرقات كأنهم على حلبات سباق السيارات ،لا يتوقفون عند الأضواء ولا يحترمون الأسبقية ويتجاوزن السيارات الأخرى ولو في الاتجاه المعاكس لا يهابون أحدا ولا يعرفون للقانون حدودا ولو أدى بهم الأمر إلى التسبب في حادثة سير أو اندلاع حريق أو قتل نفس بغير حق.. و لم يكن المدنيون وحدهم من سقطوا ضحايا تلك المقاتلات بل هناك عدد من الجمركيين الذين كانوا بصدد القيام بواجبهم فمنهم من أزهقت روحه ومنهم من كسرت عظامه، كما قتل عدد من المواطنين وأصيب عدد آخر بإعاقات مختلفة تواجدوا لسوء حظهم في تلك الطريق في ذلك اليوم وتلك الساعة عند مرور مقاتلة من سيارات التهريب فضل سائقوها التضحية بهم والمرور على أجسادهم، وذهب عدد من السائقين المهربين ضحية مقاتلاتهم في انقلابها بعد رفضهم للامتثال لأوامر رجال الدرك أو الجمارك بالوقوف عند الحواجز، وتسببوا في بعض حوادث السير المميتة فيها من قتل ونجا من نجا واحترقت السيارات والحافلات…كما يعمد بعض المهربين إلى إضرام النيران في بعض سياراتهم لإتلاف معالمها مخافة وقوعهم في قبضة رجال الجمارك أو الدرك الملكي، كما تشتعل النيران في بعضها بعد اصطدام.. و هكدا فان هذه المقاتلات أصبحت و أكثر من أي وقت مضى تزرع الرعب في أوساط السكان و خاصة أبناء المؤسسات التعليمية و الراجلين ، حيث يفرض الوضع و الحالة هاته المزيد من تكاثف الجهود لوضع حد نهائي لهذه الظاهرة الخطيرة..