يعرض في بعض القاعات السينمائية ببلادنا فالجزء الثالث من السلسلة السينمائية "تايكن" و هو فيلم فرنسي شارك في كتابته و إنتاجه المخرج الفرنسي المشهور " لوك بيسون " الذي سبق له أيضا سنة 2012 أن شارك في إنتاج و كتابة الجزء الثاني (من إنتاج فرنسي) و في الجزء الأول كذلك سنة 2008 ، و كان من إنتاج فرنسي أمريكي و من إخراج الفرنسي بيير موريل. الجزء الثالث من هذه السلسلة قام بإخراجه المخرج الفرنسي " أوليفيي ميغاتوم " و هو الذي قام بإخراج الجزء الثاني ، و قد شارك في بطولة كل هذه الأجزاء الممثل " الإرلندي ليام نيسون " في دور "بريان" ، و الممثلة الهولندية " فرانك جانسن " في دور زوجته "لينوري" ، و الممثلة الأمريكية " ماجي غراس " في دور ابنته "كيم" ، و الممثل المريكي " لولاند أورسير " في دور صديقه الحميم "صام". أحداث قصة الجزء الثالث و الجديد تدور حول عصابة مافيوزية روسية خطيرة يترأسها المجرم الخطير "مالانكوف" (الممثل البريطاني " صام سبروويل ") الذي يريد تصفية حسابه مع أحد الأشخاص يدعى "ستيوارت" (الممثل البريطاني دوغراي سكوط) لأنه لم يسلم له المبلغ المالي الذي وعده به، و سيقوم في البداية بقتل محاسبه، و هدده هو أيضا بالإساءة إلى زوجته "لينوري" التي تكرهه و لا تحبه بسبب معاملته السيئة لها ، الأمر الذي دفع بها إلى القيام بزيارات سرية ومتكررة لزوجها السابق الذي مازالت تحبه و مازال يحبها هو أيضا ، مع العلم بأنه سبق لها أن رزقت معه بابنة " كيم " و هي طالبة جامعية و تعيش مع والدها الطيب و الحنون. سيتلقى "بريان" من زوجها "ستيوارت" تحذيرات شديدة بعدم الالتقاء بزوجته مرة أخرى ، و بعد مرور وقت ليس بطويل سيكتشف "بريان" زوجته السابقة مذبوحة على الفراش بمنزله في مؤامرة محبوكة ، إذ سيحاول رجال الأمن إلقاء القبض عليه فور اكتشافهم للجريمة معتقدين بأنه هو الذي قتلها ، الأمر الذي جعله يقرر الفرار و أن يقوم بالبحث في هذه القضية للتعرف على المجرم الذي يقف وراء هذه الجريمة ، لأنه يعرف مسبقا بأن المؤامرة محبوكة و أن الحجج ضده إلى درجة ستجعل جهاز الأمن يعتقد جازما بأنه هو القاتل. المشاهد يعرف من خلال الأحداث بأن " بريان " ليس هو الذي قتلها، و تعطى له إشارات بمن قام بتنفيذ هذه الجريمة، و لكنه لا يعرف مدبرها و من يقف وراءها. سينطلق "بريان" في مغامرة خطيرة مطاردا من طرف مختلف أنواع رجال الأمن، و من طرف بعض أفراد العصابة الروسية " مالانكوف" أيضا ، و سيجد نفسه في وضعية غير قانونية ، و سيخلق لنفسه و لابنته "كيم" أيضا محنة شديدة و مضايقات ، و سيحاول بإصرار تجاوز كل الحواجز العصية لإرجاع الأمور إلى نصابها و إنهاء هذه القصة بنهاية سعيدة. الفيلم بوليسي و مسل بالنسبة لمن يعشق هذا النوع من الأفلام بالرغم من كونه مأساوي و عنيف و مشحون بالمطاردات الحادة و بالطلقات النارية المكثفة التي لا تصيب بطل الفيلم، و هو من نوع الأفلام التي لا يموت فيها البطل ولو قتلوه، و من نوع الأفلام التي يواجه فيها البطل عددا هائلا من الخصوم و يتمكن من القضاء عليهم في مبارزات متكررة بكيفية بهلوانية و خارقة للعادة كأنه "طارزان". الفيلم مطبوع بالتساهل و المبالغة و السطحية في بناء و تجاوز المواقف الصعبة و الخطيرة، و هو لا يخلو من الأكليشيهات و من بعض الإثارة و التوتر ، و لكنه غير مفاجئ بتطوراته بالرغم من محاولته لتمويه المشاهد بأحداث جانبية مفبركة و غير مقنعة. يوحد من يستحمل و يعشق هذا النوع من الأفلام التي يتم فيها الانتقام من المجرمين بطريقة غير قانونية و غير تربوية، و قد ألفنا مشاهدة الممثل المقتدر " ليام نيسون " ذو القامة الطويلة في أدوار جيدة و نبيلة أحسن بكثير مما قام به في هذه السلسلة السينمائية التي تم الإعلان في شأنها ، بأن هذا الجزء الثالث هو الأخير فيها.