يؤكد أصحاب الوكالات السياحية في جنوبالجزائر، أن أكثر من 85 بالمائة من وكالاتهم المحلية وصلت إلى حافة الإفلاس بعد توقف النشاط السياحي بسبب التوترات الاجتماعية وعدم الاستقرار الأمني. وتعيش ولايات الجنوبالجزائري منذ أشهر على وقع حراك شعبي آخذ في التعاظم، احتجاجا على تمسك الحكومة الجزائرية بمشاريع التنقيب عن الغاز الصخري، متجاهلة كل التحذيرات من أخطاره البيئية على المياه الجوفية وعلى صحة المواطنين. في هذا الصدد، يرى مراقبون إن الأوضاع الأمنية في ليبيا ومالي، إضافة إلى الحراك الشعبي الذي تشهده مدن جنوب البلاد، أدى الى شلل تام للنشاط السياحي في صحراء الجزائر. وذكر بعض أصحاب وكالات السياحة في محافظات أدرار وتمنراست وبشار، أن النشاط السياحي الوحيد الذي لا يزال قائما مرتبط أساسا فقط بأعياد الميلاد، فيما يواجه القطاع ركدا شاملا في بقية السنة. وأضافوا أنه رغم التعزيزات الأمنية المشددة التي فرضتها الجزائر في جنوب البلاد لتحصين الحدود من تسلل الجماعات الإرهابية، إلا أن ذلك لم يتمكن من طمأنة السياح الأجانب والمحليين، الأمر الذي جعل السياحة الجزائرية الصحراوية، سياحة مناسبات فقط. وقالت مصادر من قطاع السياحة، إن حركة السياح أصبحت شبه معدومة في منطقة بني ميزاب بولاية غرادية منذ تفجر التوترات المذهبية بين الإباضيين والعرب السنّة في تلك المنطقة التي كانت في السنوات الماضية تعج بالسياح الأوروبيين. وكانت تقارير متطابقة قالت في وقت سابق إن تدهور الوضع الأمني في محيط الجزائر من جهة تونس ومالي وليبيا، تسبب في تقلص البعثات السياحية الأوروبية نحو المناطق السياحية في الجنوبالجزائري، التي لم تستقبل خلال العام الماضي سوى 120 ألف سائح فقط.