سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كرانس مونتانا في المغرب رغم كيد الكائدين: ..الداخلة تظفر بتنظيم الدورة ال 26 لمنتدى عالمي من العيار الثقيل إدارة الموارد الطبيعية والصناعة والسياحة والطاقة والمال والأعمال مواضيع على طاولة النقاش
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعرف مدينة الداخلة ابتداء من يوم غد الخميس، وعلى مدى ثلاثة أيام، حدثاً بارزاً لما سيحققه من مكاسب لبلادنا على المستويين الاقتصادي والسياسي، هو تنظيم الدورة السادسة والعشرين لملتقى "كرانس مونتانا" العالمي، في دورة 2015 بالمغرب وبأقاليمنا الجنوبية، بعد دورة السنة المنقضية التي احتضنتها العاصمة الرباط في يوليوز من العام المنقضي. وقد تأسس المنتدى سنة 1986 بمنطقة كرانس مونتانا السويسرية، وخصصت أولى دوراته آنذاك لإعادة البناء السياسي والاقتصادي لأوربا غداة الحرب الباردة، لتتوالى دورات المؤسسة ذات المصداقية المعترف بها من قبل كبريات المنظمات الدولية، في أهم مدن ودول العالم، حتى دورة الداخلة التي اختارت موضوعا لها، أفريقيا، والتعاون جنوب_جنوب. وقد عبرت المدينة عن أتم استعدادها لاستقبال ضيوفها الكبار، الذين يعتبرون جهة وادي الذهب لكويرة، نموذجاً للتنمية في إفريقيا، في هذا الإطار تفيد سونيا رجيكو، المنسقة العامة للجنة التنظيمية للتظاهرة، أن اللجنة وضعت طاقما مكونا من 200 شخص يشتغلون منذ شهرين ليل نهار من أجل إنجاح المؤتمر والدورة الحالية للمنتدى. في هذا الصدد، اعتبر مصطفى ركيز، مدير الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن المنتدى سيمكن رجال الأعمال المغاربة أولا، من اللقاء مع نُظرائهم ومع صناع القرار من مختلف دول العالم، ثانيا، هو يمثل فرصة للتعريف بالمؤهلات الهامة التي تزخر بها المناطق الجنوبية للمملكة، وثالثا، هو يشجعن رجال الأعمال على المضي قدما في المسيرة التي أطلقها صاحب الجلالة، بالنسبة لمشاريع أفريقيا جنوب الصحراء. مغربية الصحراء لاشك فيها.. وفي خطوة تؤكد على سيادة المغرب على أراضيه وتفند ادعاءات أعداء الوحدة الترابية، كان جون بول كارترون، الرئيس المؤسس لمنتدى "كرانس مونتانا" العالمي، قال إن المنتدى سينعقد في الداخلة على أرض مغربية، مبديا استغرابه من التدخل غير المبرر للجارة الجزائر في شؤون أقاليمنا الجنوبية. وفي تصريح مشترك ل"العلم"، كان كارترون، اعتبر أن الهجوم العنيف الذي تشنه وسائل الإعلام الجزائرية على تنظيم المنتدى بمدينة الداخلة، غير مقبول ولا يعنيه في شيء، لأن الحدث اقتصادي صرف وسيعمل على مناقشة التعاون الاقتصادي والاجتماعي جنوب_جنوب. وأكد المسؤول السويسري، على أن التنمية البشرية والنمو الاقتصادي وتوطيد الروابط الروحية واستتباب الأمن، التي تشكل أهم ركائز المقاربة الملكية إزاء القارة السمراء، هي محط إعجاب المنتدى ولذلك أصر على تنظيم اجتماعاته بالصحراء المغربية بالداخلة رغم كل المحاولات اليائسة الموروثة عن الحرب الباردة التي لجأت إليها الجارة الشرقية وصنيعتها البوليساريو. وكان ذات المتحدث شدد خلال ندوة عقدت الجمعة الماضي بالرباط، لتقديم الدورة الحالية للملتقى وبرنامجه، أن المنتدى الذي يعتبر أحد أهم المنتديات السياسية والاقتصادية العالمية التي استضافت على مدى 30 سنة أزيد من 100 ألف شخصية عالميا بارزة، سيعقد دورته ال26 بالداخلة بهدف جمع كبار صناع القرار الدوليين، تحت شعار: إفريقيا التعاون الإقليمي والتعاون جنوب_جنوب. وحول جهود الجزائر وصنيعتها البوليساريو لإفساد تنظيم هذه التظاهرة العالمية بمدينة الداخلة، قال كارترون إنه لا يكترث كثيرا "لمحاولات التشويش وإثارة الضجيج على هذا المنتدى"، منوهاً بالجهود التي يقوم بها المغرب لتنمية أقاليمه الصحراوية، التي وصفها بإحدى أجمل المناطق في العالم. وعن محاولة الجبهة إقحام الأممالمتحدة في مسألة تنظيم المنتدى بالداخلة، قال نفس المسؤول الأوروبي "نحن مع الحوار والانفتاح على الأفكار، لكن مع الأسف فهناك أشخاص يريدون منع الحوار"، مقللا في نفس الوقت من حجم الضجة التي تثيرها وسائل الإعلام المعادية للمغرب، وقال إن "الهجوم لا يُهمني ولا أعيره أي اهتمام". المغرب نموذج يحتدى.. وقال الرئيس المؤسس للمنتدى العالمي "رغم أنني لست مغربيا إلا أنني أؤكد أن ما يحدث في الجنوب من تطور هو أمر مشجع ويجب أن يكون نموذجا لباقي الدول الإفريقية"، كما أن انفتاح ساكنة المناطق الجنوبية "وعملهم على الخروج من حالة الحصار الذي يفرض عليهم من طرف بعض العناصر" في إشارة إلى انفاصليي الداخل الذين يدعون الحديث باسم ساكنة المناطق الجنوبية. كما انتقد المسؤول الأوروبي المحاولات التي يقودها بعض الانفصاليين من أجل التأثير على المنتدى، نظرا "لكون المنتدى هو فضاء لتبادل الأفكار فلا يمكن أن أفهم كيف يعارض بعض الأشخاص منطق الحوار وتبادل الأفكار"، وزاد نفس المتحدث على أن المنتدى كان يمكن تنظيمه في العاصمة الرباط أو مراكش "لكن اخترنا الداخلة نظرا لخصوصية هذه المدينة". وتحدث بول كارترون عن الأوضاع السياسية والاقتصادية التي يعيشها المغرب مقارنة بدول الجوار، "وهي وضعية تعتبر جيدة وتبعث على أمل لأن ما يحدث في القارة الإفريقية لا يرضي أي أحد"، مضيفا بأن منطقة إفريقيا والشرق الأوسط تعيش "صراعات رهيبة ولا أحد يدري متى ستتوقف". عازيا قدرة المغرب على تجاوز آثار الربيع العربي إلى "الشرعية الدينية والسياسية للملكية في المغرب التي تعتبر مصدرا يوحد المغاربة". ولم يفت المتحدث الأوروبي، أن يشير إلى التحديات المفروضة على الدول الإفريقية عموما، ودول الساحل بصفة خاصة، "وهو الأمر الذي أصبح يحتم ضرورة إقامة تعاون بين الدول الإفريقية"، نظرا لكون التعاون بين دول الجنوب يكون أكثر إنصافا لمختلف الدول وتكون فيه جميع الأطراف رابحة على حد تعبيره. التعاون في خدمة التنمية.. يُذكر أن هذا الحدث الهام، المنظم من طرف منتدى "كرانس مونتانا" والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو )، الجمع بين كبار صُنّاع القرار في العالم في إطار ورشات من أجل العمل على مناقشة أهم القضايا السائدة والتي تهم الساحة الدولية. و باختياره عقد دورته السنوية لسنة 2015 في مدينة الداخلة، فإن منتدى "كرانس مونتانا"، يؤكد اختياره لأرض أفريقية، للتداول حول شؤون هذه القارة الغنية بالموارد، والتي تعرف معدل نمو بطيء وتحتاج إلي عناية مركزة بالنظر للآفاق الواعدة التي تحملها، وكذا لكونها موضوع العديد من المخاوف الدولية. وبالتالي فإن إنشاء وتنفيذ التعاون بين الشمال والجنوب والتعاون فيما بين بلدان الجنوب، يشكل صلة للدعم بين الدول الناشئة والمتقدمة. على أن تناقش جلسات المنتدى على مدى ثلاثة أيام مواضيع متعددة، على رأسها تحسين إدارة الموارد الطبيعية في القارة السمراء، والاتصالات والتقنيات الرقمية الجديدة، والانضمام إلى شبكات الاتصالات الرئيسية، والصناعات الغذائية وصناعات صيد الأسماك، والصناعة السياحية كأداة للتنمية بإفريقيا، والطاقة الخضراء أو الصديقة للبيئة، واندماج القطاع المالي الإفريقي في الاقتصاد العالمي.