بلغت المشاورات الخليجية في تنسيق المواقف والتذكير بالالتزامات ذروتها أمس خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي إلى الرياض واستقباله من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. والتي جاءت بعد يوم واحد على زيارة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى العاصمة السعودية التي أصبحت هذه الأيام قبلة قادة خليجيين. في هذا الصدد، كشفت مصادر سعودية مطلعة، عن قيام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة مرتقبة إلى الرياض خلال الأيام القريبة المقبلة لحل الإشكالات المتعلقة. وقالت نفس المصادر، إن لقاء الملك سلمان والشيخ محمد بن زايد ناقش ملفات عدة بينها ملف المصالحة الخليجية وفق ما نص عليه اتفاق الرياض التكميلي، وذلك إثر ما تصفه السعودية وقطر بالتصعيد الإعلامي الذي بدأته قنوات قطرية في الفترة الأخيرة واعتبر خرقا لتلك المصالحة، ومحاولة للتنصل من الالتزام بها بعد رحيل عبد الله بن عبد العزيز. وكان الوضع في اليمن محورا رئيسيا في لقاء الملك سلمان بالشيخ محمد بن زايد، بعد التطورات الحاصلة في الجار الجنوبي خاصة دعوة وزراء دول مجلس التعاون إلى وضع اليمن تحت البند السابع للأمم المتحدة بما يسمح باستعمال القوة لمنع الانقلاب الحوثي من فرض سيطرته على البلاد. ووصل الشيخ محمد بن زايد يرافقه وفد رفيع إلى الرياض يضم ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم في أول زيارة له بعد تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، والذي كان في مقدمة مستقبلي ضيفه الإماراتي بمطار الملك خالد الدولي. وأشار متابعون للشأن الخليجي إلى أن العاهل السعودي الجديد جعل أول اهتماماته الخارجية إعادة قطار المصالحة الخليجية إلى سكته الصحيحة، بعد التراجع الأخير الذي بدا أن الدوحة أقدمت عليه من خلال استهداف قنوات قطرية لمصر ولقياداتها السياسية، مع أن مصر كانت أحد العناصر الأساسية في بنود المصالحة الخليجية مع قطر. وكانت دول مجلس التعاون الخليجيّ أعلنت في ختام الاجتماع الاستثنائيّ الذي عقد في المملكة العربيّة السعوديّة في 16 نونبر المنقضي، انتهاء الخلاف الخليجي مع قطر وعودة السفراء إلى الدوحة، وفقا لشروط بينها دعم مصر ووقف الحملات عليها. وتعمل القيادة الجديدة في المملكة على استضافة المسؤولين في الدول الخليجية للتشاور والتنسيق وتأكيد دعم الملك سلمان للتمشي المشترك الذي تبنته سابقا دول مجلس التعاون الست تجاه مختلف القضايا، وخاصة تجاه مصر، قاطعا بذلك الطريق على الإشاعات التي سربها تنظيم الإخوان المسلمين عن وجود توجه سعودي لمراجعة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية. وكان الملك سلمان استقبل الأحد في الرياض الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وكان ملف المصالحة الخليجية أهم الملفات في اللقاء وفق ما كشفت عن ذلك مصادر سعودية لصحيفة "العرب" في عددها الصادر أمس. وتأتي زيارة ولي عهد أبوظبي، وأمير الكويت إلى الرياض بعد أيام من زيارة الأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد السعودي إلى الدوحة التي تركزت حول ما تبدى للقيادة السعودية من تراجع قطري في الالتزام ببنود المصالحة الخليجية.