تجاوزت الجلسة الختامية للدورة الخريفية لمجلس النواب المتعقدة الثلاثاء الماضي في حدتها التشنجات التي طبعت آخر جلسة للمساءلة الشهرية التي انعقدت الثلاثاء ما قبل الماضي. واشعل سؤال شفوي للفريق الاستقلالي النيابي حول مآل التحقيق في ارضية المركب الرياضي بالرباط فتيل التلاسن ودخول كل الفرق على خط الصدام والمواجهة لكون السؤال طرحه النائب البرلماني حسن شهبي الفائز الخميس الماضي للمرة الخامسة في جبهة الصراع السياسي الذي فتحه حزب العدالة والتنمية ضد حزب الاستقلال. وكشف فريق العدالة والتنمية عن مرارته وعدم استساغته طرح السؤال من طرف حسن شهبي، حيث ابرز عبد الله بوانو في نقطة نظام ان النائب البرلماني طارح السؤال لم يكن ضمن اعضاء الفريق عندما حدثت نازلة المركب الرياضي في دجنير الماضي، محاولا الاستناد في طرحه على مقتضيات النظام الداخلي والتي تفندها الاعراف التي اضحى معمولا بها منذ فترة في الغرفة الاولى. ورد عبد القادر الميحل على هذه العرقلة المكشوفة بان هناك نوايا مبيتة لا تريد حسن شهبي نائبا برلمانيا مضيفا انه عضو بالمجلس احب من احب او كره من كره. وفي ذات الاتجاه ابرز نور الدين مضيان ان الفريق الاستقلالي تعامل بتلقائية مع مطلب الحكومة تاجيل السؤال الى نهاية الجلسة موضحا ان اللعبة انكشفت الآن حيث كانت هناك رغبة في اخراجه من التغطية التلفزية، ما يترجم عدم الرغبة في الاعتراف بنائب مولاي يعقوب الذي حسم العملية لخامس مرة، مشيرا الى ان مكتب المجلس وندوة الرؤساء سارا نحو التوافق بان الاسئلة تلزم الفرق وليس الاشخاص وبالتالي فان السؤال يوجهه النائب باسم الفريق الاستقلالي. ورغم هذه التوضيحات والبيانات اصر فريق العدالة والتنمية ومكونات الاغلبية في طليعتها الفريق الحركي من الاستمرار في عرقلة سير الجلسة التي انفلت عقالها من الرئيس محمد يتيم من الفريق الاغلبي الذي صار ينحاز لمطلب فريقه رفع الجلسة لربح الوقت التهرب من كشف الحقيقة عن المركب الرياضي، وهذا ما تفطن له نور الدين مضيان الذي عبر بداية عن الاسف من ان تعرف الغرفة الاولى في اللحظات الاخيرة من الدورة هذا الوضع مضيفا ان السبب الخفي هو محاولة الهروب من الرد على سؤال "فضيحة كبرى شوهت البلاد". من جهته اوضح الطاهر شاكر ان " هناك نية لعدم الاعتراف بشخص انتخبه الشعب المغربي والمنطقة التي ينتمي اليها قائلا ان شهبي نائب أُس خمسة له الحق في ان يطرح السؤال باسم الفريق، وليس هناك شيء خارج المساطر، وصناديق الاقتراع اتت به الى هنا وانتم تريدون ان تخرجوه". وعلق نائب برلماني عن اجواء المشاحنة التي افتعلها العدالة والتنمية قائلا: "ما يقع يندى له الجبين على مستوى التسيير، فاحيانا تطالبون برفع الجلسة لصلاة العصر في انتظار وصول وزير، لكن الآن كان واضحا ان الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان سيتولى الجواب وهو كان حاضرا من البداية في الجلسة، فلماذا التاخير الممنهج؟" واضاف في اشارة الى مزاجية الفريق الاغلبي "تسيرون الجلسة على المسار الذي تريدونه، والحال اذا تغيب نائب يجوز لنائب آخر ان يطرح مكانه السؤال باسم الفريق". وبدوره تدخل ادريس لشكر باسم الفريق الاشتراكي قائلا: "نحن موجودون في البرلمان لنختلف سياسيا، ولكن عندما يتعلق الامر بالمساطر فيجب ان تحكمنا جميعا، وقد اتفقنا اخلاقيا على عدم ذكر اسماء النواب في الجلسات ولم نسائل اي فريق هل واضع السؤال من الموقعين، لأن السؤال يهم الفريق وبالتالي علينا ان نبحث ايضا في الذين وضعوا الاسئلة من العدالة والتنمية". واردف قائلا في ذات الاتجاه "المراسلة عن فوز النائب البرلماني تليت يوم الاثنين ولا مجال للتشكيك والا يتم اللجوء للمجلس الدستوري". اثر ذلك تدخلت ميلودة حازب في سياق نقطة نظام مؤكدة استغرابها "لهذا الجو المفتعل والرغبة في خلق أزمة في كل جلسة" مضيفة ان الاحترام لم يعد قائما بين الحكومة والنواب فاحرى بين النواب انفسهم، ولتضيف "من يختار الخطاب المتردي يجب ان يتحمل مسؤوليته، ومن يختار اللغة المتردية والساقطة عليه تحمل مسؤوليته. وخاطبت اعضاء الفريق الاغلبي الذين علتهم حالة هستيريا في محاولة لمقاطعتها والرد عليها "انتم لا تؤمنون بالديمقراطية والحوار، وتؤمنون بالحزب الوحيد". وعمد محمد يتيم عقب ذلك الى رفع الجلسة من اجل التشاور في محاولة لامتصاص اجواء التشنج والاحتكاك بين النواب والنائبات. ودخل رشيد الطالبي العلمي على الخط ليضع حدا لارادة التحايل والانحياز ويرجع الامور الى نصابها، حيث اعاد حسن شهبي طرح السؤال وعقب على جواب الحكومة جواد حمدون.