بعد عشر سنوات من الغياب سلطت الأضواء عليها من جديد، وعاد اسم ساجدة الريشاوي ليتصدر أهم المحطات الإعلامية العالمية، بعد عرض تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مقايضتها بالرهينة الياباني "كينجي توغو" بعدما قام بقتل زميله الياباني الآخر الذي كان يحتجز لديها منذ أسبوعين. ساجدة الريشاوي فشلت في تفجير نفسها بعمان سنة 2005، خلال موجة الهجمات الإرهابية التي ضربت آنذاك الفنادق الأردنية، وحين فر الناس ركضت معهم حتى ألقي القبض عليها، وصدر حكما بإعدامها، وقد وصفها تنظيم "داعش" ب"الأخت الأسيرة". والحبل الذي كان من المقرر أن يلتف حول رقبتها بقي على حالته بسبب القضاء الأردني منذ 2006، وهي السنة التي علقت فيها المملكة أحكام الإعدام، قبل أن تعود لتستأنف العمل بها الشهر المنصرم. وتقول السلطات الأردنية إن الريشاوي، وهي الآن في العقد الرابع من العمر، شاركت مع زوجها، حسين علي الشمري، بعملية تفجير فندق راديسون، التي راح ضحيتها 38 شخصا كانوا بحفل زفاف، وقد أدت الهجمات بمحصلتها العامة إلى مقتل ثلاثة انتحاريين و57 شخصا بثلاثة فنادق ، من بينهم المخرج السوري الأصل مصطفى العقاد الذي توفي جراء إصابته بجرح كبير في الرقبة وفقد الكثير من دمائه ببهو الفندق الذي كان ينتظر فيه ابنته، القادمة من بيروت، التي توفيت على الفور لحظة الانفجار .. والريشاوي من عائلة ذات امتداد في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي قاتل القوات الأميركية بضراوة بعد احتلال العراق عام 2003، وحتى مقتل زعيمه أبو مصعب الزرقاوي في غارة أميركية في يونيو 2006. فهي شقيقة ثامر مبارك الريشاوي، الذي كان يحمل صفة "أمير الأنبار" في العراق، وقتل إبان معركة الفلوجة مع القوات الأميركية عام 2004، كما أن لديها شقيقا آخر قُتل في مواجهات مع القوات الأميركية، إضافة إلى زوج شقيقتها الذي سيرد ذكره لاحقا. وفسّر مراقبون اختيار التنظيم الأردن لدفع الثمن مقابل الرهينة الياباني لأمرين: الأول وجود مصلحة لعمان في فتح قناة تفاوض مع التنظيم الذي يحتجز الطيار الأردني معاذ الكساسبة منذ أن سقطت طائرته فوق محافظة الرقة السورية الشهر الماضي. والأمر الثاني، أن طوكيو اختارت مقر سفارتها في عمان لفتح غرفة عمليات لمتابعة وضع الرهينتين والعمل على إطلاق سراحهما. وتضاربت الأنباء حول الطريقة التي أدت إلى اعتقال الريشاوي، فبينما أكدت مصادر أردنية وقتها أن الزرقاوي هو من كتب مصير الريشاوي، قالت مصادر أخرى إن التحقيق الأردني كان يبحث في مصيرها. وكان الزرقاوي قد أعلن في شريط صوتي مسجل في اليوم التالي لتنفيذ العملية تبني تنظيمه تفجيرات عمان، وأعلن أسماء المنفذين، وذكر من بينهم الريشاي التي لم تكن التحقيقات قد وصلت لجثتها بعد.