تلقى ممثلون سينمائيون مغاربة تهديدات بالقتل على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الهاتف على خلفية مشاركتهم في فيلم "ذي صان أوف غاد" (ابن الرب) الأميركي الذي صورت أغلب مشاهده في المغرب، على ما أكدت مصادر متطابقة. وقال الممثل المغربي سعيد باي، في تصريح له "نعم تلقينا تهديدات عبر تعاليق في الفيسبوك تتوعدنا بالقتل والتصفية الجسدية والحرق، حيث نعتونا بالمرتدين". وأضاف المصدر نفسه ان "الأخطر من ذلك، أنهم وضعوا رقم هاتفي على الأنترنت رفقة عدد من الممثلين الآخرين شاركوا في الفيلم, وصرنا نتلقى اتصالات غريبة، إما صامتة أو تتضمن تهيددات شخصية بسبب الفيلم". وندد الممثل المغربية ب"هؤلاء الذين يختفون وراء أقنعه لإرهاب الفنانين"، مضيفا "اشتغلت شخصيا في أكثر من 20 فيلما يتحدث عن المسيح، كان أولها سنة 1994 رفقة الألمان (لقاء مع الرب), وآخره عمل هو فيلم "موسى" الشهير, والغريب أن هذه هي المرة الأولى التي أتلقى فيها تهديدات". من جانبه قال زميله "رفيق بوبكر " في تصريح للإعلام "إن مشاركتي في ابن الرب مسألة تتعلق بالجانب المادي من ألفها إلى يائها، ولا تعبر عن قناعة فكرية أو عقائدية بالنظر إلى الظروف المزرية للسوق الفنية بالمغرب". وفيلم "ابن الرب" تجميع لسلسلة أمريكية حول حياة المسيح منذ ولادته حتى "صلبه"، تم تصوير أغلب حلقاتها في مدينة ورزازاتجنوب شرق المغرب، والتي توصف ب"هوليود العرب" بسبب جذبها لأكبر الإنتاجات العالمية، ليتم عرض السلسلة في عدد من القنوات الأميركية والأوروبية, قبل اخراج الفيلم الى السوق. وتعرض فيلم "ابن الرب" للمنع في الدول العربية ومن بينها مصر بسبب تحريم تجسيد شخصيات الأنبياء والرسل. وعرفت الإنتاجات السينمائية الأجنبية في المغرب خلال العام ،2014 حسب الأرقام الرسمية ارتفاعا كبيرا جدا قارب خمسة أضعاف ما تم استثماره في هذه الإنتاجات خلال ،2013 بتصوير 32 إنتاجا أجنبيا سينمائيا وتلفزيونيا باستثمار عادل 105 مليون دولار. وكانت ورزازات من ضمن الأماكن التي عرفت أولى التجارب السينمائية سنة 1897 حين صور فيها المخرج الفرنسي لوي لوميير الذي يعد أحد مؤسسي الفن السابع, فيلمه "لو شيفريي ماروكان" (راعي الماعز المغربي). واختيرت مدينة ورزازات لتصوير روائع أخرى مثل "لورانس العرب" (1962) للمخرج البريطاني ديفيد لين وبطولة أنطوني كوين وعمر الشريف، ثم "شاي في الصحراء" (1990) للإيطالي برناندو برتولوتشي، و"غلادييتر" (1998-1999) للمخرج الأميركي ريدلي سكوت و"بابل" (2006).