فقدت مسيرة الجمهورية التي احتشد فيها أكثر من مليون شخص وجابت شوارع باريس بعد زوال يوم الأحد المنصرم هويتها وزاغت عن هدفها، وتحولت من مسيرة لمناهضة الإرهاب إلى مسيرة أضفت المشروعية على الإرهاب الحقيقي. فإذا كانت مجزرة "شارلي إيبدو" أودت بحياة 12 شخصا من المستهدفين الحقيقيين وتطلبت كل هذه التعبئة للتضامن والتنديد، فإن شخصا واحدا من الذين تقدموا تلك المسيرة قتل في حملة واحدة فقط 16 صحافيا وقتل عشرات الآلاف من المواطنين المدنيين بدم بارد، شخص واحد الذي ركزت عليه كاميرات المصورين هدم آلاف البيوت فوق رؤوس ساكنيها وقصف منازل كان أهاليها نياما"، إنه نتنياهو "أحد أكبر وأخطر مجرمي الحرب في تاريخ البشرية جمعاء وأحد أخطر مقترفي الإبادة الجماعية في تاريخ الإنسانية، لذلك لم يكن مستساغا أن يتقدم أحد أكبر الإرهابيين مسيرة تناهض الإرهاب، لأنها بسبب ذلك أضحت هذه المسيرة التي كان هدفها نبيلا -والله أعلم - إلى وسيلة لإضفاء المشروعية على جرائم الإرهابيين، وبذلك تحولت من حركة ضد الإرهاب إلى الإرهاب بنفسه. وأخال أن تقدم الإرهابي "نتنياهو" لهذه المسيرة قد تكون له علاقة بمجزرة "شارلي إيبدو" أنا لست منجما و لكن أعتقد أن التضحية ب 12 شخصا مقابل الحصول على شرعية الإرهاب الصهيوني ثمن غير مكلف. والله أعلم.