لم يكن احد يتوقع ان عودة البرلمان الى عمله السياسي بموجب الدورة الخريفية ليوم الجمعة 12 اكتوبر 2014 ستعرف انزلاقا خطيرا بسبب رعونة عزيز اللبار العضو السابق في فريق الاصالة والمعاصرة بالغرفة الثانية وتغليبه قضايا ذاتية خلال اجتماع تاريخي ومن حجم سياسي كبير يتمثل في اللقاء التنسيقي لمكونات المعارضة بالغرفتين، وذلك مباشرة بعد الخطاب الافتتاحي لجلالة الملك. عزيز اللبار اتجه صوب حميد شباط في القاعة 11 بالبناية الجديدة بمجلس النواب والتي احتضنت اطوار اللقاء التنسيقي للبرلمانيين والبرلمانيات لاحزاب المعارضة ليمطره بوابل من الشتائم والصراخ والغضب بلغت حد محاولة التهجم على حميد شباط. ولقي هذا السلوك ردة فعل تنديدية من مختلف المكونات السياسية الحاضرة في هذا اللقاء، وفي مقدمتها المنتمية لحزب الاصالة والمعاصرة والذي بادر الى اصدار بيان الى الراي العام يعلن فيه طرد عزيز اللبار من الحزب ومن الفريق. فيما قدمت بعض الجهات قراءات متعددة لحذا الحادث حيث اعتبرت أن التنسيق بين أحزاب المعارضة يزعج ويقلق جهات معلومة عبرت أكثر من مناسبة عن حساسيتها المفرطة لكل المبادرات المعلنة والجهود المبذولة من فرق المعارضة في البرلمان، ولعذا الغرض تم استغلال حقد المستشار اللبار وصراعه القديم مع الحزب في فاس كي ينسف لقاء المعارضة. في حين كشف عبد القادر الكيحل عضو الفريق الاستقلالي بمجلس النواب أن حزب الاستقلال تعود على تصرفات اللبار معتبرا أن تصرفاته عبارة عن حالة نفسية ومرضية، مؤكدا على أنه جاء بشكل غير طبيعي ومقصود لنسف الاجتماع واستغلال تلك الفرصة أمام الإعلام من أجل خلق الفتنة. وقد ذهبت بعض الصحف الى وصف الواقعة ب"فرجة مجانية". وقد اصدرت جريدة العلم في عددها ليوم الاثنين 13 اكتوبر توضيحات عن اسباب تهجم اللبار على الاخ حميد شباط حيث كشفت ان خلافا حادا وقع حول التقسيم الترابي بين جماعة فاس واحدى الجماعات المحيطة وصادف ان الادارة المركزية حسمت في نفس اليوم هذا الخلاف لفائدة جماعة فاس، كما ان السيد عزيز اللبار، تضيف ذات التوضيحات الواردة بالعلم، وهو من رجال الاعمال في فاس طلب من احدى الجماعات ادخال بقعة ارضية كبيرة مخصصة لبناء مدرسة في تجزئة سكنية، الا ان عمدة فاس رفض هذا الطلب واصر على الاحتفاظ بالمدرسة العمومية مما استحال معه اخراج التجزئة الى حيز الوجود، وبذل اللبار كل الجهود ودفع جهات كثيرة للتدخل الا ان العمدة تمسك بالموقف مما اعتبره عزيز اللبار استهدافا لمشاريعه الكثيرة بفاس.