عاشت جامعة محمد الأول بوجدة ومعها العاصمة الشرقية ليلة سوداء دامية، بعدما تدخلت قوات الأمن، صباح أول أمس الاثنين، بطلب من رئاسة الجامعة، من أجل استعادة النظام داخل كلية الحقوق، حيث منعت عناصر "مثيرة للشغب" الولوج إلى جناح الماستر، بوضع طاولات أمام الجناح، لتعمد قوات الأمن لاستعمال خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. ورد هؤلاء بوضع قطع الرصيف في الطريق وإضرام النار في إطارات السيارات المستعملة.. وأضاف مصادر من عين المكان، أنه تم استهداف قوات الأمن برميهم بالحجارة بواسطة مقاليع من أسطح البنايات المجاورة لمدار الجامعة التي امتدت إليها شرارة المواجهات، ما تسبب في إصابة أزيد من 40 من عناصر الأمن، اثنان منهم تعرضا لإصابات بليغة نقلا على إثرها إلى العناية المركزة، فضلا عن إلحاق أضرار مادية بعدد من سيارات الخدمة والممتلكات العامة والخاصة. وبحسب شهادات من داخل الجامعة، فإن 60 في المائة من مثيري أعمال الشغب هم من الدخلاء على الحرم الجامعي، ما خلق حالة من الرعب وسط الطلبة خاصة الإناث، وجعل إدارة الحي الجامعي المخصص لهن تحذر من تعرضهن لمكروه خلال هجوم محتمل على الحي ليلا، وتدعوهن إلى إخلاء غرفهن والتوجه إلى أقاربهن، وقد وقفت «العلم» على حالات لطالبات يبكين بشكل هيستيري خوفا من السطو على غرفهن وأخريات لجأن لأقاربهن في المدينة. وحسب مصادر الجريدة، فإن السبب الرئيسي في الأزمة التي ظهرت بوادرها منذ أزيد من شهر، هو ما يعرف بفضائح شهادات الماستر بكلية الحقوق التابعة لجامعة محمد الأول، التي يتهم فيها الطلبةُ العميد بالتلاعب في نتائج الماستر لصالح ابنه وصديقته وإقصاء عدد من الطلبة الذي اعتصموا منذ أسابيع داخل أسوار الكلية مطالبين بحقوقهم، التي قابلتها الإدارة بآذان صماء. يذكر أن رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، تم إعفاؤه من مهامه على خلفية خروقات مالية وتلاعبات همت ميزانية التسيير والمناقصات في المؤسسة، ليتولى بعد ذلك مهمة تسييرها عميد كلية العلوم الذي استعصى عليه أمر تدبير الجامعة.