أسدل الستار مساء أول أمس السبت بقصر المؤتمرات، على الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، و قد أقيم مساء يوم الجمعة الماضي حفل خاص بتقديم النتائج التي توصلت إليها لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الأفلام القصيرة لسينما المدارس، هذه اللجنة التي ترأسها المخرج و المنتج و كاتب السيناريو الموريتاني عبد الرحمان سيساكو. و قد عرضت في إطار هذه المسابقة عشرة أفلام ينتمي مخرجوها إلى بعض المدارس و المعاهد المتخصصة في السمعي البصري و السينما ببلادنا، و يتعلق الأمر بمعهد IHB للفن والإعلام بالدار البيضاء ، و المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش ، و كلية الآداب والعلوم الإنسانية عبد المالك السعدي بتطوان ، و كلية الآداب بمراكش ، و المعهد المغربي للسمعي البصري والصحافة بالدار البيضا، و استوديو M بالدار البيضاء، و الكلية المتعددة الاختصاصات بورزازات التي ينتمي لها الطالب عصام دوخو مخرج فيلم « «دالتو» « الفائز بجائزة هذه الدورة و التي يبلغ قدرها 300000 درهما. أما المسابقة الخاصة بالأفلام الطويلة فقد عرض في إطارها 15 فيلما ، من بينها ثمانية أفلام هي بمثابة الأعمال الأولى لمخرجيها من اليابان و سويسرا و نيوزيلندا والهند و كوريا الجنوبية و الولاياتالمتحدةالأمريكية و صربيا و فيلم روسي ألماني، و من بينها أيضا أربعة أفلام هي بمثابة الأعمال الثانية لمخرجيها من فرنسا و الولاياتالمتحدةالأمريكية و أذربيجان و الفيلم المغربي الفرنسي «جوق العميين» لمحمد مفتكر. الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير هي التي ترأست لجنة التحكيم لهذه المسابقة التي منحت جائزة أحسن دور نسائي للممثلة الفرنسية كلوتيلد هيسم عن أدائها في الفيلم الفرنسي « آخر ضربة بالمطرقة « للمخرج أليكس دولابورط ، و هي جائزة غير مستحقة تماما ، و كانت تستحقها ممثلات أخريات كان أداؤهن أحسن بكثير من هذه الممثلة ، و لا بد من الإشارة هنا إلى أن لجنة التحكيم كانت تضم في عضويتها ثلاثة فرنسيين من بينهم الرئيسة إيزابيل هوبير. باستثناء هذه النتيجة غير المتوقعة، فإن باقي النتائج كانت منطقية و غير مفاجئة ، إذ منحت جائزة أحسن دور رجالي للممثل المراهق بنجمان لوتزك عن أدائه المتميز في الفيلم السويسري « حرب « للمخرج سيمون جاكمي الذي فاز أيضا بجائزة لجنة التحكيم ، كما منحت جائزة الإخراج للمخرج ا أديتيا فيكرام سينغوبتا عن فيلمه الهندي الصامت «شغيل الحب» الذي يختلف كليا عن الأفلام التجارية البوليودية. الجائزة الكبرى (النجمة الذهبية) كانت هذه السنة من نصيب الفيلم الروسي الألماني « قسم إعادة الإدماج « من إنجاز المخرج إيفان تفيردوفسكي. يلاحظ من خلال هذه النتائج أن أربع جوائز منحت لأفلام هي بمثابة الأفلام الطويلة الأولى لمخرجيها، و باستثناء جائزة أحسن ممثلة يلاحظ أيضا أن هذه النتائج لم تكن مفاجئة لأن أفلام هذه الدورة كانت في أغلبيتها الساحقة، و باستثناء البعض القليل منها، متقاربة في الجودة و القوة مما جعل التكهنات تشمل أفلاما أخرى كانت هي أيضا مرشحة للتتويج المحتمل، و لكن لجنة التحكيم حسمت في الأمر وفق معاييرها و اقتناعات و أذواق أعضائها. المغرب خرج مرة أخرى من هذه الدورة خالي الوفاض، إذ لم تمنح أية جائزة و لا أي تنويه لفيلم «جوق العميين» للمخرج محمد مفتكر الذي كان لا يستحق فعلا أية جائزة ليس لأنه رديئا بل لأنه ليس في مستوى قوة الأفلام الأخرى، و هو ما يعني أن سينمانا لا زالت لم تصل بعد إلى المستوى الدولي المقنع الذي يؤهلها للتنافس جديا مع الأفلام الأجنبية ، و هو ما يعني أنه يجب على السينمائيين المغاربة الاجتهاد و بدل المزيد من الجهد على المستوى الإبداعي و الفني في كيفية اختيار الأفكار و تناول و معالجة المواضيع و في طريقة الحكي و الكاستينغ و الإخراج و المونطاج ، كما يجب إعادة النظر جديا في الطريقة التي تختار بها الأفلام المغربية التي تشارك في مسابقة هذا المهرجان، و في فقراته الأخرى أيضا حتى تكون في مستوى تشريف المغرب و المغاربة، و حتى يكون الاختيار مطبوعا بالموضوعية و الشفافية. السينمائيون المغاربة المختارون للمشاركة في لجن التحكيم أو المختارون للتكريم تجب أيضا إعادة النظر في طريقة اختيارهم و أن لا تكون هذه العملية انفرادية أو مزاجية أو ذاتية.