إلى الروابي الخضر يشدني الحنين خرير السواقي عوضه الطنين من فرط الضغط على فؤادي المسكين حيث كان يتنفس عطر الورود والرياحين و يحتسي شراب الأعشاب الطيبة كل حين لينشط سائل أوعيته ويكتسب قوة لا تلين مهما أتى من جهد حيويته لا ينضب لها معين جسدي يكتوي بأشعة، بعد تمزق الثوب الثمين الواقي للكون من بطش التلوث اللعين فلذات الأكباد ترعرعوا بالمعاناة والأنين من الحساسيات فتجرعوا السموم بالملايين الطقس أصيب بالجنون فصار كل فصل للآخر رهين البقر والدجاج والخنازير أصبحوا في عداد المجرمين إذ قتلوا مع سبق الإصرار أناسا لم يكونوا مذنبين نالوا أقصى العقوبات لكن ألم يكونوا مجرد قرابين؟ أمام أعتاب فتوات على عروش المال جالسين أنستهم إنسانيتهم وبجشعهم قلبوا الموازين فحولوا نعيم الجنة إلى جحيم شاسع للعالمين منمق بديمقراطية معاقة وأسلحة دمار عنها باحثين وهم من سنوها لتصبح رماحا ذوات حدين تصيبنا في كل الأحوال ونحن منها وإليها هاربين طرقات وطني الأجمل تروى بدماء العزل أطفال وشباب ومسنين من فيض أسطول لسنا له مستعدين بل جاء ليسفك دماءنا لتحيا صقور لها وضع مكين لدى البنوك التي تقرضنا وتحجر علينا وكأننا قاصرين يغرونا بنعيم الدين ثم نصبح للأزمة خالقين... المهم إني أسمع وأعيش على وقع الأسى والأنين وإذا تماديت في السرد سأذرف دما من العينين وأعزي نفسي الكئيبة بأن الكون صار ملئ الكفين ولكل وجه صبوح عيب غائر في الأعماق دفين.