وقّع مركز الجزيرة للتدريب والتطوير والمؤسسة الإفريقية للإعلام اتفاقية شراكة ستفتحُ الباب أمام العاملين في الحقل الإعلامي بالمغرب، للاستفادة من الدّورات التدريبية التي ينظمها مركز الجزيرة للتدريب والتكوين، «بأسعار مناسبة»، وتروم اتفاقية الشراكة المُوقّعة بين المؤسستين، حسب بنحمو، فتْح أبواب التكوين، والتكوين المستمرّ أمام الإعلاميين، بما يضمن الرقيّ بجودة عملهم، حتّى يرقى إلى طموحات المتلقّي؛ فالثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم تفرض تطويرَ مناهج التدريب والتكوين، لتعزيز كفايات العاملين في الميْدان الإعلامي. كما أن اتفاقية الشراكة الموقعة بين المؤسسة الإفريقية للإعلام ومركز الجزيرة للتدريب والتطوير، سيتمخّض عنها عقد اتفاقياتِ شراكة مع مؤسسات وطنيّة ودوليّة، في مختلف المجالات، فيما قال مدير مركز الجزيرة للتدريب والتطوير منير الدايمي إنّ اختيار المؤسسة الإفريقية للإعلام جاء «لكون المؤسّسة جادّة وقادرة على تمثيل المغرب تمثيلا جيّدا». وأضاف الدايمي أنّ فكْرة عقْد الشراكة بين مركز الجزيرة للتدريب والتطوير والمؤسسة الإفريقية للإعلام، جاءت لوجود شباب كُثر في المغرب يرغبون في الاستفادة من الدورات التدريبية والتكوينية التي ينظمها مركز الجزيرة، وذكر قصّة شابّ مغربيّ اضطرّ لبيع بقعة أرضية للاستفادة من التدريب بالمقرّ الرئيسي للمركز بالعاصمة القطرية الدوحة. وزاد الدايمي «هذه القصّة أثرت فيّ كثيرا، وهناك قصص أخرى مشابهة، ونحن لا نريد أن نرى الشباب يبيعون ممتلكاتهم للاستفادة من التدريب، لذلك ارتأينا أنْ نوفّر التدريب للراغبين داخل بُلدانهم، حتى يحقّقوا أحلامهم بيُسر». ويركّز مركز الجزيرة على نقطتين أساسيتين، هما تخفيض تكاليف المشاركة، وتنظيم الدورات التدريبية في مختلف البلدان. وعن سبب اختيار المغرب، قال الدايمي «المغربُ بلد مستقرّ، وأجواؤه تشجّع على الاستثمار في مجال الإبداع، لهذا نريد أن نشجع الناس على القدوم إلى المغرب للتدريب»، واعتبر أنّ تدريب الإعلاميين صار مسألة تكتسي أهميّة بالغة بالنسبة للمؤسّسات الإعلامية، حتّى تتمكن من مواجهة التطوّر الحاصل حولها، وتابع «هناك مؤسسات لم تدرّب المشتغلين بها منذ سبعينيات القرن الماضي». وشدّد مدير مركز الجزيرة للتدريب والتطوير على أهمّية خضوع الإعلاميين للتدريب والتكوين المستمرّ، من أجل تطوير مستواهم، قائلا «الإعلامي هو الذي يوجّه الرأي العامّ، ويمكن أن يحمل بذور التغيير الإيجابي، كما يمكن أن يحمل بذور التغيير السلبي»، وتابع «أكثر من هذا يمكن أن يصير التدريب مسألة حياة أو موت»، مذكّرا بواقعة مقتل مراسل الجزيرة في ليبيا علي الجابر، الذي قال زميله الذي كان برفقته إنّه كان بإمكانه أن ينقذه لو استفاد من دورة تدريبية حول التعامل مع مخاطر الحروب. وتضع قناة «الجزيرة» القطرية تدريب موظفيها على رأس أولوياتها، وأشار الدايمي في هذا الصدد إلى أنّ القناة توفّر 2 في المائة من ميزانيتها العامّة لتدريب الموظفين، وأضاف أنّ عدد المستفيدين من الدورات التدريبية التي ينظمها مركز الجزيرة بلغ أكثر من 20 ألف إعلامي خلال عشر سنوات، 40 في المائة منهم يعملون في قناة «الجزيرة»، والباقي من مختلف بلدان العالم. ومن المنتظر أنْ تُنظّم بمدينة الدارالبيضاء خلال شهر يناير القادم مناظرة دوليّة حول الإعلام، ستتخلّلها ورشات تكوينية لفائدة الإعلاميين، على مدى ثلاثة أيّام، وفق ما أعلن رئيس المؤسسة الإفريقية للإعلام عمر بنحمو، خلال ندوة صحافية مشتركة بينه وبين مدير مركز الجزيرة للتدريببمدينة أخيرا الدارالبيضاء.