الوزير الخلفي بكا من هول ما رأت عيناه من موت ودمار اثناء تواجده بالصدفة في اماكن الفيضانات. الوزير الرباح كان فنشاط حزبي ومن تماك مشا دار طليلة على الكارثة. الوزيرة شرفات افيلال هزات كفوفها للسما وقالت ياربي يحد الباس. عمي عبد الاله رئيس الحكومة مباينلو اثار، يمكن راه معتكف كيقرا اللطيف من هول ما وقع على اثر الكارثة المفجعة. انا معجب كثيرا بالحكومة، وأقر و أعترف ان كل قناعاتي و افكاري كانت خاطئة، وقد كنت في ضلال مبين، وأفكر بشكل جدي في تغيير انتمائي السياسي لالتحق بأحد احزاب الحكومة و في الغالب ستكون الوجهة حزب العدالة و التنمية، لماذا العدالة والتنمية؟ لانه حزب يعلم الغيب، فقد تنبئو بوفاة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ليس لشيئ غير انه كان مستقلا في قراره ورفض الدخول في الحكومة و تسخين اكتاف السي عبد الاله بنكيران، ثم لانه بعد اتخاذه قرار المعارضة و نجاح مؤتمره التاسع الذي اسفر عن انتخاب كاتب اول بالاقتراع المباشر و احتدام النقاش بين اقطاب الاتحاد قرر حزب العدالة و التنمية حشر انفه في الصراع و دخل فيما لا يعنيه وهو بذلك اتى بعرف جديد في الحياة السياسية المغربية يمكن ان نسميه الفضول السياسي او الانشغال بشؤون الغير و ترك شؤونهم سيرا على نهج المثل المغربي القائل "الجمل مكيشوفش حديتو كيشوف حدبت خوه " سأنتقل لحزب العدالة و التنمية لانه حزب له نية الاصلاح، فبعد تحمله المسؤولية الحكومية انطلق في محاربة الفساد والاستبداد فنشر اللوائح تلو اللوائح، و الخطابات تلو الخطابات، فخرجت التماسيح و العفاريت والضفادع والجردان للتصدي للمصلحين فكانت النتيجة ان سكت عمي عبد الاله عن الكلام، وعاد وزرائه لمكاتبهم ربما يبحثون عن خطط بديلة لقهر التماسيح والعفاريت فكانت النتيجة خطة عجيبة غريبة أساسها الزيادة في كل الاسعار و الاستعانة بجيوب المواطنيين لملئ الميزانية والاستدانة من الايناك الدولية و اخضاع المغرب لما يشبه برنامجا للتقويم الهيكلي سيرهن اجيالا من المغاربة، المهم هو نية الاصلاح. سأنتقل لحزب العدالة و التنمية لاني اعرف اني بالرغم من كفائتي المتواضعة يمكن ان اضمن منصبا في احدى الوزارات يكفيني الولاء لاحد الوزراء ويمكن ان اصل الى منصب كاتب عام لاحدى الوزارات, سأنتقل لحزب العدالة و التنمية لان شعبيتي ستبقى دائما عالية و كبيرة و لو اجهزت على حقوق المغاربة اجمعين سأكون في الصدارة، مع العلم ان جميع استطلاعات الرأي في المغرب مشكوك في نتائجها ونعرف كيف يتم تركيبها. سأنتقل لحزب العدالة والتنمية لاتعلم كيف ابرر كل فشل، و اتعلم كيف التصق بمنصبي مهما تكون الكوارث وبالرغم من عدم قدرتي على تنفيذ الوعود التي التزمت بها امام الناخبين. في بلد يحترم نفسه وعند حلول كارثة مثلما وقع بين بويزكارن و كلميم يعلن الحداد وتنطلق محاسبة المسؤولين عن مثل هذه الكوارث، لكن مع حكومة العدالة و التنمية عفا الله عما سلف، والله يرحم الموتى ويعطي الصبر لاهاليهم، والمتضررين الله يعوض عليهم، والمسؤولين عن هذه الكوارث هنيئا لهم بمناصبهم، وهنيئا لهم بحكومة مثل حكومة العدالة و التنمية.