نص افتتاحية جريدة المنعطف الفني، نشرها الشاعر والكاتب عبد العزيز بنعبو بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لميلاد الناقد محمد أديب السلاوي إحتفل مؤخرا الكاتب و المبدع و الإعلامي محمد أديب السلاوي بعيد ميلاده الخامس و السبعين. طبعا هذا إن إفترضنا أنه إحتفل وأن ذكرى ميلاده يمكن إعتبارها عيدا بالنسبة إليه. فالرجل طوال عقود حياته السبعة لم يتأخر ولا مرة واحدة في أن يكون حاضرا منتبها ومنضبطا لمسارات المغرب في شتى المجالات. ليس في الفن و الثقافة و الإعلام فقط، بل حتى في مجالات مغايرة مثل التعليم و السياسة و المجتمع. لكن هذا العطاء و هذه المواظبة المستميتة من أجل المساهمة فكريا في إثراء الإعلام و الخزانة المغربيين، لم له أي عائد حقيقي على سي محمد أديب السلاوي. أولها العائد الإعتباري، كقلم حقيقي و أصيل، و ثانيها العائد المادي الذي يكفيه شر اليوميات و يمنحه فسحة يتفرغ فيها لكتاباته. لكن الرجل خرج بتقاعد هزيل و لا زال يعيش عليه بما تيسر من "تزيار السمطة" و البحث عن إمكانات أخرى يغدي بها دخله المهتز و الذي لا يليق بمقامه و قامته. كما لو أعطينا لعملاق سقف قزم، ذلك هو التقاعد الهزيل الذي يند له الجبين. و أذكر أن إسمه إلى جانب إسم مثل خالد مشبال يعيشان الوضع نفسه . انهيا يوميات الكد و الإنضباط ليجدا نفسيهما في يوميات أخرى أكثر حلكة. سي محمد أديب السلاوي، يمر من ممر ضيق به من المزالق أكثر مما به من رحابة أمل، لكنه رغم ذلك يواصل مسيرته بكثير من العزم و الحب و "البلية" طبعا. فهو واحد ممن أدمنوا الكتابة، صارت مورفينا يتعاطوه صباح مساء، و لا يمكنك أن تطل على بريدك الإلكتروني دون أن تجد رسالة من سي محمد أديب السلاوي. مقالا أو قراءة أو دراسة أ, لحظة تأمل. لا يمكن لحدث أن يمر دون أن يكون قلمه حاضرا و ربما سباقا في الكتابة عنه و بعمق و بلاغة. اليوم نقف موقفا لا نحسد عليه، هل مثل هذا الرجل يستحق هذه المضايق و تلك الممرات اليومية الوعرة. ألا يستحق منا لحظة عرفان حقيقية و أن نمنحه إستراحة المحارب بما يلزم من إمتنان و تقدير و حث على البقاء وفيا للقلم و الفكرة. أظننا في حاجة ماسة إلى أن نعيد الإعتبار لروادنا قبل أن يأتي علينا يوم ونغرق في الهامش والتهميش والنكران.