تم الثلاثاء الماضي بالرباط توقيع اتفاقيات شراكة بين جمعية -رؤى-، التي تعنى بولوج المكفوفين وضعاف البصر للمعرفة، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية من جهة، وبين الجمعية وعدد من الوزارات، من بينها وزارة الاتصال من جهة ثانية. وأبرز نائب رئيس الجمعية، محمد الدكالي، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أن التطور التقني في العقدين الأخيرين أسهم في مأسسة جمعية -رؤى- التي لا تهدف لتشجيع القراءة فحسب، بل تلقين كيفية القراءة ونوعيتها على قاعدة من المعارف العامة والبيداغوجيا وبمساعدة من متخصصين تربويين، مع الانفتاح على كل الآراء والأفكار من خلال تنظيم ملتقيات لهذا الغرض. ورأى إدريس خروز، مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، أن فئات المكفوفين وضعاف البصر ليسوا فئة منسجمة بل هي مستويات متعددة ومختلفة على غرار باقي البشر، مما يجعل التعامل معها صعبا، وهو ما يجعل من الشراكة مع جمعية -رؤى- أمرا ضروريا لتنمية خدمات المكتبة وتوفير المعرفة المتخصصة. وأكد مولاي إسماعيل العلوي، من المكتب المسير للجمعية، أن إبرام جمعية -رؤى- لاتفاقيات الشراكة هذه تعبر عن إرادة جماعية يضحي معها لوصول إلى المعرفة أمرا مشاعا بين الجميع، بما في ذلك فئة ضعاف البصر والمكفوفين، إذ أن الولوج إلى المعرفة ليس حكرا على أحد، وذلك تفعيلا لمفهوم الدستور الجديد الذي أكد على ضرورة المساواة بين جميع المواطنين، مشددا على أنه -لا يمكن تفعيل هذا الدستور دون سلطة المجتمع المدني-. أما أحمد رضا الشامي، من المكتب المسير للجمعية أيضا، فقد تحدث، بالخصوص، عن الأدوات التقنية المتطورة التي يمكن أن تضعها الجمعية، بدعم من شركائها سواء منهم العموميون أو المستشهرون الخواص، رهن إشارة المستفيدين، من قبيل كتابة براي و_أوبن دور_ والكتاب السمعي، وعن ضرورة تأمين استمرارية الجمعية ولو في حال شغور مناصب مؤسسيها، وتأمين انتشارها في باقي المناطق المغربية، والتكوين وتكوين المكونين. يشار إلى أن الجمعية تأسست بتاريخ 29 مارس 1993.