يشتمل كتاب «دور الإعلام في معالجة ظاهرة الخوف من الإسلام (إسلاموفوبيا)» على بحوث هامة ودراسات قيّمة تناول أصحابها جوانب هذه الظاهرة وكيفية مواجهتها. وجاء في كلمة د. عبد العزيز بن عثمان التويجري التي قدم بها لهذا الكتاب: «تعدّ ظاهرة الخوف من الإسلام التي اصطلح عليها في الغرب ب(الإسلاموفوبيا) من الظواهر الجديدة التي اقترنت بتصاعد موجة العنصرية والكراهية للإسلام، فهي صناعة إعلامية وبضاعة سياسية، تضافرت في تضخيمها جهود دوائر كثيرة معادية للإسلام والمسلمين، وقد أراد بها مروّجوها والمشاركون فيها تشويه هذا الدين الحنيف، لأغراض سيئة ودوافع شريرة، لعل أبرزها الحد من انتشار الإسلام الذي شهد في الربع الأخير من القرن العشرين، ولايزال يشهد، وسيبقى يشهد إن شاء الله تعالى، اتساعا كبيرا وإقبالا متزايدا على اعتناقه في شتى القارات، والدافع الثاني هو الخوف من تأثيرات العالم الإسلامي في السياسة الدولية، بسبب القضايا العادية التي تدافع عنها الأمة الإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي سخر أعداء الإسلام والحق والسلام، كل إمكانياتهم الإعلامية والسياسية لطمسها. ولما كان لوسائل الإعلام ذلك الدور المؤثر في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، فإن من الوسائل الفعالة لمواجهته، استخدام الأساليب والطرق الكفيلة بإبراز الصورة الحقيقية للإسلام، ونشرها في العالم كله، واستثمارها في معالجة ظاهرة الخوف من الإسلام، بما يبطل دعاواها، ويفند شبهاتها ويدحض أباطيلها، ومما يقتضي مقارعة الحجة بالحجة، ومواجهة الإعلام المزيف للحقائق، بالإعلام الصادق النزيه الموجّه لخدمة الحقيقة ونشر الوئام والتفاهم والتعايش والسلام بين الأمم والشعوب. وانطلاقا من الواجب المناط بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو - في الدفاع عن مبادئ الإسلام وحقائقه وثقافته وحضارته وفي نصرة قضاياه، وفي طليعتها تصحيح المعلومات المغلوطة عن صورة الإسلام في العالم، فقد عملت على عقد الندوات والمؤتمرات، ونشر الكتب والدراسات التي تسعى إلى تحقيق هذا الهدف، ومن ضمنها أعمال الندوة الثقافية التي عقدت في حلب بالجمهورية العربية السورية حول موضوع: «دور الإعلام في إبراز صورة الإسلام ومعالجة ظاهرة الخوف من الإسلام «الإسلاموفوبيا» في الفترة من 20 إلى 22 شوال 1427 ه الموافق 11 / 13 نوفمبر 2006 م، بمناسبة الاحتفاء بهذه المدينة العريقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006 عن المنطقة العربية، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية». اهتم المشاركون في هذه الندوة - التي يتضمن هذا الكتاب مداخلاتها وبحوثها - بمراجعة الصورة المشوّهة للإسلام والمسلمين في الغرب، وتحليل أبعاد الرؤية الإعلامية لبعض المنابر الإعلامية الغربية والوقوف على خلفياتها، وبحث دور الصحافة في تصحيحها بالمنهج السليم، ومناقشة طرق تقديم المعلومات الصحيحة عن الإسلام وثقافته وعن الشعوب الإسلامية، ودراسة سبل تفعيل وسائط الاتصال بما فيها البث الفضائي لخدمة هذه الأهداف النبيلة. يتألف هذا الكتاب من 180 صفحة من قطع كبير.