مازال الفيلم الأمريكي " 22 جامب ستريت " يعرض ببعض القاعات ببلادنا، وهو من إخراج الشابين فيل لورد و كريستوفر ميلير وبطولة الممثلين شانينغ طاطوم في دور الشرطي "جينكو"، وجوناه هيل في دور زميله "شميت". يعتبر هذا الفيلم بمثابة الجزء الثاني من السلسلة السينمائية "جامب ستريت" بعد الحلقة الأولى "21 جامب ستريت" التي أنجزت سنة 2012، و هي سلسلة مأخوذة عن السلسلة التلفزيونية المشهورة التي تحمل نفس العنوان و التي عرضت في الولاياتالمتحدةالأمريكية مابين 1987 و 1991 (103 حلقة)، كما سبق عرضها في القناة الأولى الفرنسية انطلاقا من سنة 1990. قصص هذه السلسلة تحكي في كل مرة قصة شرطيان ينتميان إلى فرقة يوجد مقرها بجامب ستريت و تضم رجال أمن من الشبان و الشابات ، ويتم في كل حلقة تكليف شرطيين شابين (البطلين) بمهمة البحث عن المجرمين المروجين للمخدرات في أماكن مختلفة، و قد كانت إحدى الثانويات هي مكان الحلقة السينمائية الأولى (2012)، بينما سيتم في الحلقة الجديدة رقم 22 تكليفهم من طرف رئيسهم "ديكسون" (الممثل آيس كوبي) بنفس المهمة في إحدى الكليات. و هكذا سيحاول الشرطيان "جينكو" (رشيق و طويل ) و "شميت" (بدين و قصير) في هذه الحلقة ، التي تستغرق مدتها 112 دقيقة، أن يعتقلا أحد الأشخاص الذي يروج للطلبة نوعا جديدا و خطيرا من المخدرات بإحدى الكليات للتعرف بعد ذلك على الجهة التي تزوده بها. المهمة صعبة و خطيرة ، إذ سيجدان أنفسهما فيها مهددين بالقتل من طرف عصابة خطيرة يترأسها مكسيكي، و سيكتشفان أن هذه العصابة تضم أشخاصا من محيطهم لم يكونا يشكان فيهم إطلاقا، من بينهم سيدة يعرفانها جيدا هي التي تتزعم هذه العصابة و تتصرف و تتكلم ببلاهة مثيرة للاستغراب و هو أمر مقصود طبعا ، الطريف في هذا الفيلم أيضا أن البطلين الشابين منسجمان و متكاملان و لهما طريقة غير مألوفة في القيام بعملهما ، إذ يتظاهران بالسذاجة و البلاهة و عدم الجدية، و من فرط تهاونهما المظهري في القيام بمهمتهما سيسقط "شميت" في علاقة عاطفية مع شابة سمراء "مايا" (الممثلة آمبير ستيفنس) دون أن يكون على علم بأنها ابنة رئيسه ، كما سيتعرف "جينكو" على صديق سيغريه بمتعة مزاولة كرة القدم الأمريكية إلى درجة أصبح فيها يفكر في الاعتزال و التخلي نهائيا عن اشتغاله في جهاز الأمن. بعد أخذ و رد ، و بعد حيرة و يأس سيقرران أن يواصلا القيام بالمهمة التي كلفا بها ، و سيتمكنان طبعا في النهاية من النجاح فيها ببراعة خارقة للعادة و مبالغ فيها، و هي مبالغة يمكن استحمالها من طرف عشاق هذا النوع من الأفلام. الفيلم خيالي و مسل ، يجمع بين الهزل و الجدية و السخرية و العنف، ، موضوعه مستهلك بنوعه ، و لكنه غير معالج بطريقة كلاسيكية و عميقة ، بل متناول بطريقة بسيطة و سطحية و متساهل فيها على مستوى التطورات و بناء الشخصيات و الأحداث، و هو عصري بشكله و بطريقة التصوير و الإخراج قد يروق للبعض أو قد لا يروق للبعض الآخر من المشاهدين. الفيلم مطعم بموسيقى تصويرية تلعب فيه دورا أساسيا و مطعم أيضا بمؤثرات سمعية بصرية خاصة ، كما تتناوب فيه لحظات التوتر و الصخب (مطاردة و طلقات نارية مكثفة) و لحظات السكون و الهدوء بإيقاع بطيء و ممل أحيانا جراء كثرة الكلام و التمطيط في بعض القضايا الهامشية. أريد لهذه السلسلة الشبابية أن يكون بطلاها رجلا أمن شابين مكلفين بحماية الطلبة و الطالبات من المجرمين المروجين للمخدرات بمختلف المؤسسات التعليمية كما هو مفهوم في نهايته التي تشير إلى أن الحلقات الموالية التي يبلغ عددها 43 حلقة على الأقل ، و التي يتم فيها تكليف الشرطيين الشابين بنفس المهمة في عدة مؤسسات أخرى من بينها كلية الطب، معهد الفنون، مدرسة الطبخ، المعهد البيطري، المدرسة العسكرية و غيرها. المقارنة بين الحلقة الأولى و الثانية من هذه السلسلة السينمائية جعلت أغلب الآراء تميل أكثر لفائدة الحلقة الأولى من ناحية الجودة والطرافة.