انتقل تنظيم "داعش" الإرهابي إلى مرحلة إعدام الصحفيين العرب العاملين في المناطق التي يسيطر عليها، وبدأ بتطبيق العقوبات ضد المخالفين للشروط والقواعد الجديدة التي وضعها للإعلاميين قبل أيام. في هذا الإطار نفذ تنظيم "داعش" تهديده بإعدام الصحفي العراقي رعد العزاوي، باعتباره خائنا لعمله مع الإعلام الحكومي، ولم يقبل بمبايعة أمير "داعش" على الولاء والطاعة. وقال عبدالوهاب الساعدي، قائد عمليات محافظة صلاح الدين (تابعة للجيش)، إن تنظيم "داعش" "أعدم صحفيا وشقيقه ومدنيين اثنين في ناحية العلم بالمحافظة الواقعة شمالي العراق". موضحا أن "عناصر تنظيم ‘داعش' الإرهابي أعدموا العزاوي وهو مصور صحفي، يبلغ من العمر 37 عاما، يعمل لصالح قناة فضائية عراقية، مع شقيقه واثنين من المدنيين بعد شهرين من اختطافهم من منازلهم، في ناحية العلم (16 غرب تكريت مركز صلاح الدين)". وكان "مرصد الحريات الصحفية" و"جمعية الدفاع عن حرية الصحافة" في العراق، و"النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين"، قد طالبت جميعها الحكومة والبرلمان بالعمل الجاد لإنقاذ الصحفيين الأسرى لدى "داعش"، بعد أن فشلت الوساطات العشائرية في هذا المسعى. وتهديد "داعش" للصحفيين الخارجين عن الطاعة، لا يقتصر على الاختطاف والقتل فقط، فقد كشفت مصادر مطلعة في محافظة ديالى عن قيام عناصر تنظيم "داعش" بقتل ذوي كل من يوجه له الانتقاد عبر وسائل الإعلام وأقاربه، كما أشارت إلى لجوء التنظيم إلى حرق منازل معارضيه بعد نهبها ويسمي أصحابها بالمرتدين. وقال مصدر في محافظة ديالى طلب عدم ذكر اسمه إن "الجناح الإعلامي في تنظيم ‘داعش' يتابع بدقة النشرات الإخبارية لمختلف وسائل الإعلام ويرصد ردود أفعال المسؤولين والأفراد حيال ما يفعله التنظيم ضمن المناطق التي تخضع لسيطرته". قواعد الحظرت وأضاف أن التنظيم يرد على منتقديه عبر وسائل الإعلام، في المناطق الخاضعة لسيطرته في ديالى عبر حرق المنازل أو تفجيرها بعد نهب محتوياتها بذريعة أنها تعود إلى من يسميهم بالمرتدين أو قتل أو احتجاز أسرهم أو أقاربهم أو مصادرة كافة ممتلكاتهم". من جهته قال عضو في مجلس ديالى رفض البوح باسمه لأسباب أمنية إن "‘داعش' أحرق منزله بعد دقائق من تصريح له على إحدى الفضائيات المحلية انتقد خلاله جرائم التنظيم بحق الأبرياء". وذكر أحمد سامي عضو محلي سابق في جلولاء أن "‘داعش' لا يتابع النشرات الإعلامية خاصة تصريحات بعض النواب والمسؤولين في المناطق الساخنة الخاضعة لنفوذه فحسب، بل جند مفارز سرية تعمل على إعداد تقارير عن الأشخاص الذين ينتقدون التنظيم ضمن المناطق السكنية". وكان التنظيم قد وضع الأسبوع الماضي قواعد جديدة للصحفيين في المناطق الخاضعة تحت سيطرته، وتأتي في مقدمتها، مبايعة المراسلين للخليفة أبي بكر البغدادي، فهم من رعايا الدولة الإسلامية، وهم ملزمون بأداء قسم الولاء لإمامهم، حسب التنظيم. كما أن عملهم سيكون تحت الإشراف الحصري لمكاتب وسائل الإعلام التابعة ل"داعش"، وسمحت الشرطة للصحفيين بالعمل مباشرة مع وكالات الأنباء العالمية، مثل رويترز، ا ف ب، واسوشييتد بريس، ولكن عليهم تجنب جميع القنوات الفضائية العالمية والمحلية. وهم ممنوعون من تقديم أي مواد حصرية أو القيام بأي اتصال، بالصوت أو الصورة، مع هذه القنوات. وحظرت على الصحفيين العمل بأي شكل من الأشكال مع القنوات التلفزيونية التي تم وضعها على القائمة السوداء للقنوات التي تحارب ضد الدولة الاسلامية، مثل قناة العربية، والجزيرة، وأورينت. واشترطت عند تغطية الأحداث، أن تحمل جميع المواد أو الصور المنشورة أسماء الصحفي والمصور. ولا يسمح للصحفيين بنشر أي ريبورتاج، طباعة أو بثا، دون الرجوع إلى المكتب الإعلامي ل"داعش" أولا. وقالت إنه يمكن للصحفيين أن تكون لهم حسابات خاصة بهم على وسائل الإعلام الاجتماعي لنشر الأخبار والصور، إلا أنه يجب أن تكون لدى المكتب الإعلامي ل"داعش" عناوين وأسماء هذه الحسابات والصفحات. ويجب أن يلتزم الصحفيون باللوائح عند التقاط الصور داخل أراضي {داعش}، وتجنب المواقع الأمنية التي يحظر التقاط الصور فيها. وأكد التنظيم أن المكاتب الإعلامية ل"داعش" ستقوم بمتابعة عمل الصحفيين المحليين داخل أراضي التنظيم وفي وسائل الإعلام الرسمية، وإن تم رصد انتهاك للقواعد في مكان ما سوف يؤدي إلى تعليق عمل الصحفي ومحاسبته، وقال إن هذه القواعد ليست نهائية وهي قابلة للتغيير في أي وقت حسب الظروف ودرجة التعاون بين الصحفيين والتزامهم بإخوانهم في المكاتب الإعلامية ل"داعش"، على حد تعبيره.