سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلام الرياضي،،،والرياضة الجماهيرية مطلوب من هذه العلاقة: خلق ظروف عمل وشراكة بين كرة القدم والإعلاميين *التنسيق بين النقابة الوطنية للصحافة والوزارة والجامعة لتنظيم العمل الميداني
" العائلة الرياضية كانت تتكوّن من 4 أشخاص : مسيّر الفريق، مدرب الفريق، اللاعب، والصحفي، كانوا يشكلون عائلة رياضية بهمومها وأفراحها، واليوم في هذا الزمن تشتتت العائلة " لقد حافظت الرياضة تاريخيا على علاقة متينة مع وسائل الإعلام، وهذا التقارب تمّ بناؤه منذ أواخر القرن 19 مع تطور الفضاء العام للرياضة التنافسية الحديثة ، هذا التطور فرض ولادة الصحافة الرياضية المتخصصة، وفي الواقع تطورت الأحداث وأصبحت وسائل الإعلام نفسها تصنع وتنظم المسابقات الرياضية لإنتاج المواد الخاصة بها في إطار منطق الترويج الذاتي واستقطاب التمويل الإشهاري، واستمر هذا التعاون طيلة القرن الماضي حتى أصبح ناضجا بشكل متطور كما يتضح في تنظيم طواف الدراجات في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وسباق السيارات وكرة المضرب التي صنعتها أو ساهمت في صناعتها مقاولة إعلامية اشتهرت بنشر جريدة ليكيب وفرانس فوتبول وغيرها من المنشورات المختصة . والمشهد الإعلامي المتغير مع التطورات المتلاحقة في التلفزة و الإذاعة، وأيضا الإنترنيت، لعب دورا هاما في تطوير العلاقة التشاركية خاصة في الجانب الاقتصادي بين الرياضة والإعلام، ففي الوقت نفسه اكتسحت المعلومة الرياضية جميع صفحات وسائل الإعلام وأعطيت لها مساحات كبرى للنشر( من 3 صفحات إلى ملحق) وفي الصحف المختصة والصحف الإلكترونية، وهذا أضاف مجهودا كبيرا ماديا وتقنيا ومسؤولية خاصة سواء على الناشرين أو على الرياضة لكي تعتلي بمستواها. هكذا مع ظهور التواصل في عالم الرياضة وخاصة ما يسمى " المسؤول عن العلاقات مع الإعلام " بدا شعور بعدم الارتياح عند الصحفيين والمراسلين والمتعاونين لأنهم يرون أن مسؤولياتهم عرفت بعض التقلص في حين كانوا يعتبرون أنفسهم من " العائلة " وكانوا يساهمون في خلق حركة تنشيطية وتحميس الرأي العام. لكن إذا حاولنا ربط كل هذا بالعمل الإداري والتنظيم الذي تعمل على تطبيقه جامعة كرة القدم المغربية عندنا باعتبارها الجامعة ذات أكبر ميزانية وأكبر شعبية ، فإننا نتطلع إلى دخول عالم الاحتراف بتنظيم احترافي ، ويجب أن نساهم جميعا في بناء نظام جديد بعقلية احترافية عصرية كما هو جاري به العمل في أنحاء العالم، فإذا كانت جامعة كرة القدم ترتب بيتها بخلق العديد من اللجان وتشريع القانون المتعلق بالبطولة الوطنية، فإن لجنة الإعلام والتواصل ليست مهمتها فقط الإشراف على الموقع الإلكتروني وإرسال دعوات حضور الندوة الصحفية للمدرب الوطني أو رئيس الجامعة، ولكن يجب تمكين هذه اللجنة من صلاحيات أوسع ، والمشروع الذي جاء به الزميل الإعلامي محمد مقروف ( العائد للمغرب بعد تجربة كبيرة في الخارج) هو مشروع محترف يجب مناقشته ودراسته مع جميع الأسرة الرياضية والمؤسسات الإعلامية، لأن هذا المشروع يتحدث عن المهنية والاحترافية في العمل التواصلي بين الجميع . علينا جميعا أن نساهم في خلق " شراكة " مع كرة القدم المغربية، يجب أن نننظر إلى كرة القدم الاحترافية بمنظور شمولي ، فملعب كرة القدم هو سوق تجاري ، اقتصادي وجميع وسائل الإعلام بمختلف تخصصاتها تبقى مقاولة كما أن الجامعة والنادي واللاعب لهم ارتباط وشراكة تجارية مع شركات الإشهار ومع الممولين والداعمين والجميع يسوّق لترويج هذا المنتوج " الرياضي " ولهذا فإن المقاولات الإعلامية المفروض أن نتعامل معها كشريك في الإنتاج والتسويق،كشريك في صناعة الحدث الرياضي ، لقد انتهى زمن تسويق نشاط رئيس الجامعة أو الفريق أو اللاعب ، فاليوم فإن إجراء حوار صحفي " خاص " مع رئيس حكومة أسهل بكثير من إجراء حوار مع رونالدو لاعب كرة القدم الشهير الذي يجب المرور عن طريق شركة " نايك " وبيكام عن طريق شركته الخاصة في لوس أنجليس والرازيلي نايمارمهاجم برشلونة عن طريق شركة " كوكا كولا " ويتطلب الانتظار عدة أشهر ولن تتوصل بالموافقة، أما مشاهير كرة السلة وكرة القدم الأمريكية ( بيزبول ) فالصعوبة مضاعفة. لذلك إن تنظيم العمل الإعلامي لتغطية الحدث ومتابعة الأخبار يجب تغييره بشكل محترف ومنظم إداريا وتقنيا في إطار يحترم الصحفي والإعلامي ويحترم المشاركين في الحدث الرياضي من إداريين وحكام ولاعبين ورجال الأمن، فغير معقول أن تمتلىء منصة الصحافة بأشخاص بعيدين عن المهنة ولا ينفع معهم تدخل أعضاء من الجمعيات الصحفية الرياضية ولا حتى رجال الأمن، غير معقول أن لا تتوفر وسائل العمل في منصة الصحافة ، كل هذه الصور الموجودة عندنا انتهى زمنها عند الدول الأخرى في القرن الماضي، ونحن نعيش في عالم الفوضى المصطنعة لأن في الفوضى إفادة للبعض. لقد أصبح مفروضا ولزاما خلق التواصل الإعلامي والصحفي ( كما جاء في مشروع الزميل مقروف) بالتزام واضح لخلق نظام جديد للتعاون والعمل على الاستمرارية في الحوار وضبط التنسيق العملي بين جميع الفاعلين سواء في النقابة الوطنية للصحافة أو مدراء النشر أو وزارة الشبيبة والرياضة أو الجامعة أو اللجنة الأولمبية، فالعمل الاحترافي أصبح يفرض نفسه في المؤسسات الرياضية والأندية ووسائل الإعلام رغم أنه كما يبدو هناك تعقيدات لكن بالرغبة الجماعية يسهل تجاوزها.