لا أفهم كيف ينساق بعض أنصاف المثقفين وراء النضال من أجل نيل رضى الحاكم بغض النظر عن مضمون مايدلون به؟! يوسف شعبان ممثل مصري كبير على كل حال، له باع طويل في عوالم المسرح والسينما، وإن كنت لست قادرا على تصنيفه ضمن المثقفين أو ضمن النخبة، أدلى بكلام غريب ومثير للدهشة، كلام مسيء لشخصه قبل أن يسيء للشعب المغربي، إذ قال وهو يجند نفسه ضمن الكتائب المسلطة ضد الإخوان المسلمين في مصر، إن حسن البنا جاءهم إلى مصر من المغرب، وهو لا يدرك ما إذا كان مسلما حقا لأنه يضيف حضرته من أصل كل عشرة مغاربة هناك ثمانية يهود، والذين يمكن أن يخفوا ديانتهم للدفاع عن مصالحهم. أولا ياشعبان إن اليهودية ديانة سماوية نقرها ونعترف بها نحن المسلمين، ومن الحقارة الفكرية أن نعتبر اليهودية سبة، ومن فعل فإنه خالف الإسلام وأساء بذلك للاسلاميين والمسلمين، ويوسف شعبان في هذه الحالة لا يختلف عن المتطرفين المتشددين في الجماعات الإسلامية، لأنه قام بتحريض صريح ضد الديانة اليهودية. ثم لم يكشف لنا يوسف شعبان عن الآلية والوسيلة التي اعتمدها في قياس نسبة »اليهودية« لدى المغاربة، هل أنجز استطلاعا علميا دقيقا أو دراسة تحليلية علمية؟ أما القول هكذا بأنه من أصل عشرة مغاربة هناك ثمانية يهود دون ذكرالمرجع، فإنه يكشف أن الرجل كان يطلق العنان للسان جارح، رجل وضيع جدا لا يدرك معنى ما يقال. طبعا تصريحات يوسف شعبان لا تستحق غضب الشعب المغربي لأنها تسيء لقائلها قبل أن تسيء للمغاربة المعتزين بتعايشهم الديني والعرقي والسياسي. شعبان لا يفقه في فقه التعايش ويقبل أن يضعه المعادين لتيار سياسي أو ديني معين رشاشا في أياديهم يصوبون فوهته نحو الأجساد العارية، لكن هذه المرة فإن رصاصات شعبان الإسم والجائع في البحث عن جشع الولاء أطلقها في الهواء. لأن شعبنا العظيم أكبر من كل هذه الوقاحة التي اقترفها هذا الوقح.