يقولون إن داء ايبولا فتاك ويهدد البشرية جمعاء ويسوقون بكثافة وبحدة لانتشاره الرهيب في العديد من الأقطار، وسكن الرعب نفوس الناس خوفا من أن يطالهم هذا الفيروس الفتاك. والحقيقة إننا في حيرة من أمرنا، هل نصدق كل هذا العنف الإعلامي المسلط علينا، ونقتنع أن الوباء خطير فعلا يهدد حتما مصير البشرية جمعاء، وأنه لابد من ضمان تعبئة حقيقية للقضاء عليه أو للتخفيف من عواقبه على الأقل، أم أن هذا العنف الإعلامي الموجه ضد البشرية لايعدو أن يكون حلقة من حلقات إجبار الناس على الشعوربالقلق وبالخوف على مصائرهم ليسلموا أعناقهم لشركات الأدوية العملاقة لتمرر السكين بالشكل الذي تراه مناسبا؛ وتخلق أجواء رعب حقيقية تجبر السلطات الصحية على الخنوع والاستسلام ورفع الرايات البيض أمام هذه الشركات العملاقة. أليس من حق البسطاء الذين تدوخهم تحاليل العلوم أن يعتقدوا بأن الأمر يتعلق بتجارة، بحيث تضغط شركات عملاقة على الرأي العام مستخدمة قوة إعلامية هائلة لفرض شروط تسويق منتوجاتها الصيدلانية والطبية، وتخلق أجواء رعب حقيقية تجبر الضحية على الإسراع نحو الاستسلام. دعنا نطرح أسئلة ساذجة من قبيل، هل أن داء ايبولا جديد وأن البشرية لم تعرف له في تاريخها مثيلا، أم أنه فيروس معروف؟! وماذا عن فيروس أنفلونزا الخنازير ثم ألفلوانزا الطيور، ألم نعش نفس الهلع والرعب؟ ألم يقل لنا بأن الأمر يتعلق بفيروسات خطيرة وسارعنا إلى تلقيح فلذات أكبادنا خوفا عليهم من الوباء، لماذا لم تعد هذه الأوبئة تحتل صدارة اهتمام وسائل الإعلام في العالم كما كان عليه الحال في وقت معين؟! من حقنا أن نقول اليوم بمرارة كبيرة إننا شعوبا وحكومات كنا جميعا ضحايا لشركات لقاحات وأدوية فتكت بنا كما شاءت. شخصيا ليس من حقي أن أستصغر مايحدث بالنسبة لفيروس إيبولا، فتلك مسؤولية المختصين والعلماء الذين يجب أن يتحملوا مسؤوليتهم، ويوضحوا للعالم حقيقة الأمور، أنا فقط أتساءل ومن حقي أن أفعل، لأني أرفض أن أكون ضحية لمرة ثانية وثالثة للمتاجرين بمصائر الشعوب.