سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رمال مرزوكة وأهميتها في علاج الروماتيزم.. رمال مرزوكة ومعالجتها لبعض الأمراض المزمنة.. محمد بقدير: رمال مرزوكة تشكل خطرا على المرضى المصابين بالسكر أو القلب
تشتهر العديد من المدن المغربية بالسياحة وتعرف إقبال الزوار عليها سواء من داخل المغرب أوخارجه، ومن بين تلك المدن نجد مدينة الرمال الذهبية مرزوكة التي تقع قرب مدينة الريصاني وتبعد عنها بست وثلاثين كيلومترا بالجنوب الشرقي، وعلى بعد عشرين كيلومتر من الحدود المغربية الجزائرية. وتشهد المدينة خصوصا في الفترة الصيفية الحالية انتعاشا سياحيا كبيرا بفضل كثرة الوافدين عليها؛ إذ تجذب الزوار والسياح من مختلف المناطق. حيث إن قسما عظيما من هؤلاء الوافدين يأتون إليها للاستمتاع بمؤهلاتها السياحية وبكثبانها الرملية الساحرة، كما أن هناك قسم أخر من هؤلاء الزوار، وخصوصا المغاربة منهم، حيث ينزحون إليها من أجل التداوي برمالها. علاج مرض الروماتيزم. وفي هذا الصدد قمنا بجولة لعين المكان فالتقينا أحد الوافدين على المنطقة يدعى أحمد حمدي البالغ من العمر 74 سنة، والذي ينحدر من مدينة الشاون وهو رجل مسن اشتعل رأسه شيبا وكست التجاعيد وجهه، مشيته البطيئة تومئ بأنه مريض يرغب في التداوي برمال مرزوكة كمعظم الزوار، وهو الأمر الذي أكده لنا حينما سألناه عن سبب مجيئه إلى مدينة مرزوكة وأشار أنه يرغب في أخد حمام ساخن داخل الرمال، لكونه يعاني من مرض الروماتيزم والظهر والمفاصل، ويضيف أنه قد استشار مع طبيبه الذي نصحه بالمجيء إلى مرزوكة للتداوي برمالها. الأسباب نفسها جعلت فاطمة بدر المنحدرة من مدينة وزان البالغة من العمر 32 سنة، والتي قالت إن سبب قدومها إلى مرزوكة هو إصابتها بمرض الروماتيزم، حيث أكدت لنا هي الأخرى أنها قد سبق لها أن زارت المنطقة من قبل رفقة زوجها، فوجدت أن حالتها الصحية قد تحسنت في الزيارة الأولى الأمر الذي جعلها تعيد الزيارة رفقة عائلتها، كما أشارت لنا فاطمة أنها تسمع عن العديد من مرضى الروماتيزم الذين تماثلوا للشفاء تماما بعد زياراتهم المتكررة لهذه المدينة. كثرة الزوار من الشمال.. أما محمد المنحدر من مدينة القنيطرة والذي أتى إلى مرزوكة لأول مرة وقال " لأول مرة آتي إلى مرزوكة لأني سمعت بفوائد رمالها الصحية في علاج أمراض كالروماتيزم، وألام الظهر والمفاصل، والبرد"، كما أضاف استشرت طبيبي المختص الذي يجري لي التحاليل قبل مجيئي إلى مرزوكة فنصحني بأهمية التداوي برمالها وهو الذي شجعني على القدوم إليها. أعجبت كثيرا بالمؤكولات المشروبات الصحراوية كلحم الجمل وشاي "العشوب" هنا، ولما أعود من مرزوكة سأقصد طبيبي مباشرة لأقوم بتحليلات طبية أخرى لأتأكد من مدى حصول التحسن في حالتي الصحية أم لا ؟. كما أشار محمد إلى أن سكان الشمال هم الزوار الأكثر قدوما إلى هذه المدينة، خاصة من الناظور، وتطوان، وطنجة، والعرائش وغيرها. حيث تقدم لهم خدمات مختلفة بالإضافة إلى أن سكان المنطقة هم أناس طيبون يرحبون بالضيوف ويقدمون لهم أجود الخدمات. السياح الأجانب والرمال الذهبية.. إذا كان القسم العظيم من الناس الذين يتوافدون على مدينة مرزوكة يكون هدفهم التداوي برمالها بحسب ما ينصح به الأطباء وبعض الخبراء لفوائدها في العلاج. فإن هناك قسم أخر يقصدها من أجل اكتشاف مآثرها ومناظرها الرائعة: من كثبان رملية وصحاريها الواسعة وشمسها الحارة الصحية وفنادقها الفخمة الجميلة ومبانيها الطينية البسيطة. حيث إن مع حلول فصل الصيف من كل سنة، وبحسب بعض تصريحات من قبل الساكنة والعاملين في المقاهي والفنادق الذين قالوا إن إقبال عدد السياح الأجانب لهذه المدينة بات يتزايد سنة بعد أخرى، وهذا ما أكده عمر أحد مرشدي السياح في هذه المدينة، حيث يتزايد عدد الوافدين الأجانب على مدينة مرزوكة هذا الشهر، وهو ما يجعل فنادقها ومقاهيها الآن تشهد رواجا اقتصاديا كبيرا. ممتهنوا" الردم" كما هو معلوم أن عملية الردم لا يمكن أن تتم إلا بوجود مجموعة من الشروط من بينها وجود مساعدين لهذه العملية، والتي بدورها لا تتم إلا بوجود بعض الأدوات وهذا ما أكده لنا يدير أحد ممتهني هذه المهنة ( مهنة المساعدة) في " الردم " حينما قال لنا إن مستلزمات هذه العملية تتطلب: استحضار "البالة" التي يتم بها تهيئ حفرة يوضع فيها المريض لمدة معينة، كما ينبغي استحضار "تارزا" توقي المريض من شدة الحرارة، وملاءة توضع فوق المريض بعد خروجه من الحفرة، والتي تضمن له السلامة الصحية، ثم استحضار قنينة من الماء مع المصاب وهي ضرورية. وأكد يدير أن مدة مكوث المريض في هذه الحفرة يختلف من شخص لآخر وذلك بحسب قدرة الجسم على التحول، كما أشار المتحدث نفسه إلى أنه يجب على المساعد أن يعتني بالمريض ويحرص على مراقبته مراقبة جيدة، إذ يقدم له الماء في هذه اللحظة باعتبار جسمه يتصبب عرقا ويفرز أملاحا معدنية، وأضاف يدير أنه أثناء خروج المصاب من الحفرة يستلزم لفه بملاءة لتفادي خطورة البرد كي لا يؤثر عليه ويحول دون تعافيه من المرض الذي أتى من أجل علاجه. أما عن ثمن الخدمة أكد لنا يدير أن ثمنها غير محدد ويبقى مرتبطا بحسب قدرة الشخص المستفيد، ابتداء من 15 درهما فما فوق لكل زبون، وبخصوص عدد خدمات الردم التي يقوم بها يوميا قال إنه يقوم بردم ما يقارب 15 عشر شخصا تقريبا. ازدهار اقتصاد مرزوكة.. في هذا الصدد حدثنا ابراهيم احمو وهو بقال ينحدر من مدينة الريصاني بأن مرزوكة تعرف في هذه اللحظة رواجا اقتصاديا مزدهرا. وخصوصا بعد انقضاء شهر رمضان المبارك الذي يستحيل معه " الردم في الرمال" بسبب الصوم وارتفاع درجات الحرارة، لكن بعد رمضان فتحت المقاهي أبوابها وعاد بائعي الملابس الصحراوية وذوي المأكولات الخفيفة وأصحاب العواصير إلى مزاولة أعمالهم. في السياق نفسه يقول سعيد أحد بائعي الملابس الصحراوية، وبائع كل ما يخص عملية "الردم " في الرمال، والذي انحدر من مدينة الريصاني، إن بيع الملابس الصحراوية مع مستلزمات الردم في هذه الأونة يعرف اقبالا بسبب الوافدين الكثر والذين انحدروا من مختلف مناطق المغرب قاصدين هذه المدينة السياحية الجميلة. كما أضاف سعيد أن ثمن هذه المستلزمات التي تخص عملية "الردم" جد مناسبة للزوار، وقال نحن نصهر على تحضير كل الملابس مع المستلزمات التي يبحث عنها الزوار ويقبلون عليها. وأشار إلى أن البيع والشراء في هذه المدينة لا يعرف ازدهارا إلا في هذه الفترة وخصوصا في فصل الصيف بسبب نزوح العديد من المواطنين من مختلف المدن المغربية للتداوي برمالها. عصير الليمون.. وفي السياق نفسه يقول محسن وهو شاب من مرزوكة وبائع عصير الليمون إنه بدأ يبيع العواصر منذ 2007 كما يصهر على تلبية طلبات الزوار وخصوصا في هذا الشهر، وسألناه فيما إن كان يجد مشاكل مع زبنائه فأصر لنا قائلا لا أبدا ما وقع بيني وبين زبنائي أي مشكل منذ بدأت امتهان هذه المهنة، لكن أشار لنا إلى أن المشكل الحقيقي الذي يواجهه ويواجهه جل الباعة الآخرين هو أن منتوجاتهم لا تعرف إقبالا إلى في هذا الفصل أما بقية الفصول الأخرى فإننا ننزاح إلى مكان أخر لنبحث فيه عن عمل أخر ونمتهن مهنا أخرى. قلة غرف الكراء وارتفاع أسعارها.. ينبغي الإشارة إلى أن قَدَمَ الزوار لا تكاد تَطَأُ أرض مرزوكة حتى يتساءلون عن المأوى أو عن غرف لاكترائها، حيث إن هذه المسألة هي من بين المشاكل التي قد تعترض الوافدين على المدينة، بسبب قلة الغرف التي يقضي فيها الزائرون أوقاتهم وتضمن لهم الراحة وحتى إن عثر عليها تجد أسعارها جد مرتفعة. وهذا هو المشكل الذي واجهه بوعرفة الطيب المنحدر من مدينة القصابي اقليم ميسور ويبلغ من العمر 74 سنة، حيث أكد لنا أنه وصل إلى مدينة مرزوكة ليلا لكنه فوجئ بعدم وجود غرفة يكتريها، الشيء الذي أرغمه على أن يجعل الشارع مبيته في تلك الليلة، غير أنه لم يحصل عليها حتى اليوم الموالي، لكنه سرعان ما اندهش لحظة عثوره عليها بسبب ارتفاع ثمن كرائها مقارنة بالسنة الفارطة، حيث ذكر أن ثمن كرائها في هذه السنة يتراوح ما بين 150 درهم و500 درهما لقضاء ليلة واحدة . مقارنة بثمنها في زيارته الأولى الذي كان ثمنها بين 100 درهم و 300 درهم، مشيرا إلى أن سبب ارتفاع أسعار السنة الحالية هو كثرة الزوار في هذه المدينة إلى درجة يصعب معها العثور على غرفة لاكترائها. التداوي بين الإرشاد والعشوائية.. ومن وجهة نظر صحية صرح لنا بها الحاج محمد بقدير، وهو طبيب مختص بمرزوكة يقدم خدمات صحية للمرضى، كمراقبة ضغط الدم وقياس نسبة السكر فيه، بالإضافة إلى خدمات أخرى، بأن رمال مرزوكة جد مفيدة في معالجة العديد من الأمراض كالأعصاب، الروماتيزم، والأمراض المرتبطة بالبرد، إذ قال إن العديد من المرضى خاصة المسنين منهم يأتون إلى مرزوكة بعكاكيزهم، ولكن بمجرد قضائهم لمدة أسبوع أو أقل من ذلك سرعان ما يتخلصون من العكاكيز ويتماثلون للشفاء تماما. وفي السياق نفسه أشار الطبيب إلى أنه يستحسن بالنسبة لمن يرغب في التداوي بهذه الرمال أن يأخذ تحاليله الطبية أو الاستشارة مع الطبيب قبل ردمه فيها؛ لأن من شأن عدم أخد الفحوصات الطبية خطر على صحة المريض خاصة إن كان من المرضى المصابين بالسكر أوالقلب. ودعا في سياق حديثه إلى ضرورة توفر البطائق بالنسبة لممتهني الردم حتى تكون الخدمات المقدمة أكثر تنظيما ويكون المرضى في أمن وسلام. الاحتياطات والمستلزمات.. وفيم يتعلق بالاحتياطات التي ينبغي أن يقوم بها المرضى أثناء علاجهم أوضح الحاج محمد بقدير أن المدة التي يمكث فيها المريض داخل الرمال يجب ألا تتجاوز مدة 10 دقائق تقريبا، ويردف قائلا إنه يجب على المُعَالَج أن يخرج من الرمل وهي لا تزال ساخنة مادام يتصبب عرقا غزيرا فإذا ما بقي حتى تبرد قد يترتب عنه عواقب صحية وخيمة، وربما قد يؤدي بالمريض إلى الإصابة بمرض آخر حسب تعبيره. هذا وأشار الطبيب كذلك إلى أن الملاءة التي يتستر بها بعد خروجه من الرمل قد تكون مبللة بالعرق، وبذلك قد تبرد مما يستوجب تغيرها بملاءة أخرى تفاديا للإصابة بالبرد، كما ينصح أن يأخذ المريض معه قنينة ماء دافئ حال دخوله الرمل لأنه أكثر إفادة من ماء الثلاجة. وجدير بالذكر أن من بين الملاحظات التي يمكن الإشارة إليها في هذا السياق هو أن أماكن الردم بحاجة إلى علامات تفرق أماكن النساء والرجال؛ حيث إن جولة بسيطة أخذتنا لمعرفة الأجواء التي تعرفها خدمات الردم بتلك الرمال فكدنا معها أن نقتحم المكان المخصص للنساء، إذ مع اقترابنا منهن ونحن نسمع "ارجعوا إلى حال سبيلكم هذا المكان مخصص للنساء .. إليكم عنا من الناحية الأخرى.. حشوما عليكم" فعدنا أدراجنا وغيرنا الوجهة، حيث إن شساعة مساحة الرمال وعدم وجود مرشدين يستحيل معه معرفة الأماكن المخصصة لهذا الجنس أو ذاك. هذا الأمر يستوجب وضع علامات أومرشدين يوجهون الزوار وينظمون المكان.