بات من الواضح أن حالة التأهب الأمني و العسكري التي تشهدها المملكة تحسبا لضربات إرهابية جوية لا تمس فقط نقاطا إسترتيجية حول العاصمة الاقتصادية للمغرب بل يتسع مداها ليشمل العديد من المواقع البعيدة عن مركز البلاد في الوقت الذي شرعت فيه جيوش دول منطقة حوض المتوسط في التحضير لمناورات عسكرية مشتركة تشارك فيها إسبانيا وفرنسا والبرتغال وإيطاليا ومالطا بالاضافة الى المغرب و الجزائر وتونس و موريتانيا . و في هذا السياق ذكرت مصادر متطابقة أن قيادة القوات المسلحة الملكية قامت خلال الأيام الأخيرة بنشر عددا من وحداتها العسكرية وبطاريات الصواريخ في مواقع استرتيجية ببعض المدن و خاصة بضواحي مراكش و أزيلال و الناظور و الشريط الحدودي الشرقي مع الجارة الجزائر . فبمراكش فوجئت ساكنة المدينة على غير العادة بمشهد إنزال عسكري غير مسبوق و غير معلن عنه سجلت في الأيام القليلة الأخيرة بمحيط مطار مراكش الدولي المحادي لمنتزه المنارة. هذا المشهد غير المألوف بهذا الفضاء بهذا الشكل وهذه الطريقة باعتباره الأول من نوعه يسجل بهذا الحجم أثار وشد إليه انتباه وفضول العديد من المراكشيين خصوصا بعد تداول وعلى نطاق واسع شريط فيديو على خدمة التواصل الاجتماعي "اليوتوب" طرح معه ،في نفس الآن، أكثر من تساؤل حول دواعي ذلك. وفي ظل غياب أي معلومة أو بيان رسمي يعتقد أن صورة الإنزال عسكري كونها ذات صلة بصد هجوم إرهابي محتمل إثر تحذيرات استخباراتية أمريكية تتحدث عن إمكانية استهداف تنظيمي القاعدة في المغرب الإسلامي وأنصار الشريعة لأكبر المدن المغاربية،سيما وأن الأخبار القادمة من ليبيا، تشير إلى أن المجموعات هناك سيطرت على عدة طائرات عسكرية ليبية قد تستغلها في تفنيذ هجمات على دول مجاورة. إلى ذلك تحدثت مصادر عن استنفار القوات المسلحة الملكية حوالي 70 ألف جندي لمواجهة التهديدات الإرهابية القادمة من ليبيا والعراق. وأضافت أن المغرب وضع جزءا من هذه الفرق العسكرية في "حالة استنفار ويقظة دائمين"، لا سيما بعد ورود معلومات باختفاء 20 مليون قطعة سلاح بعد انهيار النظام الليبي. ومعلوم أن مناطق عدة بالمغرب شهدت أخيرا بهذا الخصوص حركة غير عادية حيث سجل بالعاصمة الاقتصادية إنزال عسكري تجلى في نشر حشد أسلحة ثقيلة تضمنت منصات لإطلاق الصواريخ المضادة للطائرات. وظهرت أيضا تحركات من القوات البحرية الملكية مجهزة بمنصات إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات ومدافع وأسلحة أوتوماتكية متنوعة. كما شهدت منطقة سد مشرع حمادي الواقع تحت نفوذ جماعة حاسي بركان باقليم الناظور إنزالا عسكريا كبيرا و هي منطقة قريبة من الحدود المغربية الجزائرية التي تدوولت معلومات في أن الجانب المغربي من شريطها الحدودي عرف بدوره تعزيزات عسكرية طارئة.