أفادت مصادر قضائية أن القنصلية الهولندية دخلت أخيرا على الخط في قضية وملف معروض على أنظار القضاء يتابع فيه في حالة اعتقال ،من أجل ترويج الخمور بجماعة مزوضة بشيشاوة، مواطن مغربي متقاعد يحمل الجنسية الهولندية معروف باسم "باحماد" يقيم رفقة زوجته ،من جنسية هولندية ،بالجماعة المذكورة لمدة تزيد عن أربع سنوات. وبحسب ذات المصادر القنصلية طالبت النيابة العامة ،في معرض مراسلة كتابية توصلت بها هيئة المحكمة، اعتبار المتهم أحد رعاياها ،الذي يحمل الجنسية الهولندية، ملتمسة مراعاة ظروفه الصحية خلال أطوار المحاكمة لكونه مصاب بمرض القلب المزمن. مضمون الرسالة تلك حاول دفاع المتهم توظيفه بهدف إبعاد التهمة الموجهة لموكله الذي يحمل جنسية مزدوجة مع الإشارة إلى أن كميات الخمور المحجوزة في بيته تستغل فقط للاستهلاك الشخصي رفقة زوجته الأجنبية. تعقيب رئيس هيئة الغرفة الجنحية التلبسية كان واضحا وصريحا وضع خلاله النقط على الحروف في إشارة إلى انه لا يوجد تمييز يحظى به الأجانب عن المغاربة المقيمين في القضايا المطروحة على أنظارها ، مذكرا بأن القانون الجنائي المغربي يسري ويطبق على الجميع من دون استثناءات حيث المحكمة تراعي وتحرص على حقوق المتهمين من دون أي اعتبار لانتمائهم وجنسياتهم. وتقدم دفاع المتهم ،بعد ذلك، بدفوعاته الشكلية ملتمسا خلالها ببطلان محاضر الضابطة القضائية مستندا في ذلك على خرق مسطرة إجراءات التفتيش التي باشرتها العناصر الأمنية في غياب أي إذن كتابي من النيابة العامة. وبموازاة ذلك دعت النيابة الأخيرة بعدم الاستجابة لملتمس الدفاع على اعتبار أن الأمر يتعلق بحالة تلبس والتي لا تستوجب أي إذن مكتوب. وبعد جلسة التأمل للنظر في الدفع الشكلي للدفاع كان قرار المحكمة باستبعاده. أقوال وإفادات المتهم أمام هيئة المحكمة في المنسوب إليه حملت نفيا قاطعا لترويج الخمور مؤكدا لهيئة المحكمة أنها تعد من ضروريات الوجبات ولكونه أصبح مدمنا على احتساءها بشكل يومي رفقة زوجته الأجنبية. وأوضح بأن الكمية الكبيرة من الخمور المحجوزة في بيته لا تكفيه لشهر كامل. على أن أقوال ثلاثة أظناء متابعين في نفس الملف ،في حالة سراح، بتهمة السكر العلني وإثارة الفوضى في الشارع العام ذهبت إلى التأكيد واتهام "باحماد" بيعهم الخمور. إلى ذلك وبعد مناقشة حيثيات هذه القضية أصدرت هيئة المحكمة حكمها في هذه القضية وقضت بإدانة المتهم "باحماد" ليقضي عقوبة حبسية نافذة مدتها شهرين مع أداء غرامة مالية محددة في ألفي درهم . ذات العقوبة الحبسية صدرت في حق أحد المتابعين في هذه القضية، فيما قضت المحكمة بعقوبة موقوفة التنفيذ في حق المتهمين الآخرين مع أداء كل واحد غرامة محددة في ألف درهم. ومعلوم أن هذه القضية طفت على السطح بعد إيقاف المصالح الأمنية شخصين كانا في حالة سكر طافح وأحدثا فوضى عارمة بأزقة سبت مزوضة ، كما قاما بالتحرش بتلميذات ثانوية ابن النفيس الإعدادية. وبعد الاستماع إليهما في محضر رسمي في النازلة تم اقتيادهما من طرف عناصر أمنية للتحقق من مصدر حصولهما على الخمر فكانت المفاجئة كبيرة عند اكتشاف أن المزود هو المتهم المهاجر المغربي المتقاعد المستقر بمزوضة منذ سنوات خلت. إشعار النيابة العامة بامنتانوت بمضامين وحيثيات القضية أعقبتها تعليمات بضرورة الانتقال إلى بيت المتهم لمداهمته وإخضاعه لإجراءات التفتيش حيث أسفرت الأبحاث والتحريات الميدانية التي باشرتها عناصر من درك مجاط عن اكتشاف مستودع خمور سري بكمية هامة أنشأه "باحماد" في قلب بيته، فكان الاعتقال والمتابعة بالتهمة السابق ذكرها.