سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منطقة أوريكة عش من أعشاش داعش في المغرب // العلم تنصت إلى شهادات أسر وأصدقاء جهاديين رحلوا للجهاد مع الأمير البغدادي: هكذا يتم استقطابهم ولهذه الأسباب يتم استدراجهم وبهذه الخطط يتم ترحيلهم.. *تفاصيل عن طرق التمويل والزواج
كشفت مصادر مطلعة، أن أزيد من 25 شخصا جلهم من الشباب ينحدرون من أغمات وأوريكة التي تبعد عن مراكش حوالي 37 كيلومترا، تم تجنيدهم في سوريا. من هذه المنطقة السياحية بامتياز، التي عرفت في السنوات الأخيرة تطورا تنمويا كبيرا وازديادا في تعداد السكان سواء القاطنين أو القادمين إليها من أجل العمل أو من أجل الاستقرار. لكن اليوم الصورة تغيرت وأصبح الواقع مؤلماحينما نسمع بشباب أوريكة في قلب سوريا، والسؤال المطروح لماذا أوريكة؟ البداية كانت منذ الثورة السورية، وخصوصا قبل رمضان السنة الفارطة، فكلما دخلت المساجد تسمع دعاء فيه انتقام وصوت غاضب يحمل حقدا وغضباً ضد النظام السوري، لم تكن الصورة حينها واضحة، لكن كانت هناك تحركات تستغل في الخفاء، تحركات استهدفت طبقة معينة من شبان ورجال المنطقة. وكانت هناك لقاءات وتنظيمات كان أبطالها شبانا ورجالا قرويين ينحدرون من أوريكة وأغمات لتكون الحصة مهمة ليصبح عدد المغادرين من أرض الوطن في اتجاه سوريا 25 شخصا. بين اوريكة وأغمات، والسؤال المطروح هنا هو ماهي أسباب ودوافع المغادرة؟ وماهي الطريقة؟ وكيف كان ذلك؟ الاستماع إلى أسرهم كانت الطريقة الممكنة للتعرف على الأسباب والدوافع، ومن أجل ذلك تم الاتصال بأهاليهم والاستماع إلى أصدقائهم لمعرفة التفاصيل، خصوصا وان السلطات كلما حاولنا الإتصال بهم اعتبرت الموضوع حساساً لا يمكن الحديث فيه. لنبدأ بالجهاد: فهو عند (ع.ك) ابن منطقة اغمات القريبة من اوريكة الذي غادر إلى سوريا قبل رمضان السنة الفارطة، وهو أب لثلاثة أطفال ترك زوجته ورحل وهو حاليا عضو نشيط في »داعش« يقوم بنشر الدعوة ومحاربة الفساد وملقب باسم »خير أمة« حيث يقوم بمحاربة الفساد ونشر العلم والسعي إلى ازالة المنكر. وقد أكد في تسجيل بعثه إلى زوجته أن دولة الشام والعراق تقوم بإزالة الشرك، وفق ما جاء في الآية الكريمة (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) ويؤكد أيضا أن رجال الحسبة ضبطوا أكثر من 174 قضية فساد في سوريا كالدخان وقضايا الخمور والمخدرات، هذه التقارير ترسل إلى اللجنة الشرعية في دولة الاسلام، ويؤكد في مكالمته الهاتفية لزوجته انه بمجرد الوصول إلى سوريا يقومون بتزويجهم وذلك لمحاربة الفساد، أما زوجته حاليا فهي في منزل أهله. شخص آخر يدعى »ي.ا« هو كذلك ابن منطقة اوريكة متزوج رحل ولكنه لم يكن يعلم الوجهة، وبعد وصوله إلى تركيا توجه إلى الديار السعودية لكنه صدم بالحقيقة وتم ترحيله إلى سوريا ليبقى في »لاكاب« لمدة ستة أشهر ليتم تدريبه ثلاثة شهور، وبعد مدة تمكن من الهروب إلى تركيا، ليتم إرجاعه إلى المغرب وهو حاليا في سجن سلا وهو أب لطفلة ولدت في غيابه. أما (ع.ب) فهو شاب في ريعان شبابه من مواليد 1996 كان يشتغل خياطا في محل أبيه هذا الأخير الذي كان صارما معه خصوصا بعد علمه بأن ابنه في علاقة غرامية مع فتاة أكبر منه سنا، ونتيجة صرامة الأب في التعامل معه وبعد تواصله مع أحد الأشخاص الموجودين هناك »ز،ع« وإخباره بأن »المتعة النسوية« موجودة في بلاد الشام، وبعد إقناعه وتحفيزه خصوصا عندما وصف له جمال النساء السوريات قرر »ع.ب« الذهاب إلى سوريا من أجل متعة حرم منها في بلدته خصوصا أمام صرامة الأب، وحاليا فإنه يبعث صوره على أساس الانخراط في الجهاد، وبات ملقبا بأبو حسام. قصة الفقر والسخط عن الوضع، بطلها »ج.ا« ابن منطقة اوريكة متزوج وله طفلان، وكان يشتغل مع عائلة زوجته لكن بمجرد ما وقع النزاع مع زوجته ترك العمل وأصبح يعيش حياة مزرية، وخلال الأيام القصيرة الماضية رحل ليترك وراءه عائلته التي لم تعرف عنه شيئا لحدود اليوم. قصة الرغبة: بطلها »ب.ا« متزوج أب لأربعة أولاد ملتزم كان في »جمعية رعاية اليتيم« وفي »الجمعية السلفية التقليدية« مكلفا بتوزيع المعونات، ذهب من ورزازات بعد أن باع أرضه بثمن يقدر ب 17 مليون سنتيم، ثم رحل من اوريكة بعد أن أخذ زوجته إلى منزل عائلتها. الحلم الآخر: هو شاب »ن.ع« رحل إلى سوريا وهو عضو نشيط في جمعية »اقرأ« التحق مؤخرا بتنظيم »داعش« من مواليد 1997. قصة التحفيز والعمل: هي شخصية :ز. ع« تعمل على الاتصال من سوريا من أجل إقناع الشباب بالالتحاق بتنظيم »داعش« وذلك بإعطاء صورة جميلة للوضع هناك. شخصيات متعددة وأحلام ورغبات مختلفة قد تختلف الأسباب لكن الواقع واحد، إنه سفر بلا عودة ورحيل موجع لأهل وأسر على أمل اللقاء. لقد فوجئ أهل اوريكة في السنة الماضية برحيل مجموعة من الشباب إلى بلاد الشام، وعملت السلطات المحلية على البحث في الموضوع وتشديد الأمن والمراقبة على كل الجهات المشبوهة في تورطها، وبعد مرور أشهر قليلة تلقى أهل المنطقة خبر وفاة أحد أبنائها منذ ذلك الحين لم نعد نسمع عن رحيل أو سفر. وفي 2013/12/25 تم القبض على مجموعة نشيطة في المنطقة تتكون من 14 شخصا، وبعد الاستماع إليهم أكدوا أن الجهاد واجب على كل شخص سليم جسديا وعقليا، ونظرا لعدم وجود أدلة قاطعة جاءت تعليمات كما صرح مصدر خاص بإطلاق سراحهم. الأسئلة متعددة حول التمويلات والإجابة موحدة، حسب مجموعة من الناس المحيطين بأسر الراحلين إلى داعش، فان التمويلات موجودة منها مبالغ مالية منها أيضا معونات لأسرهم، وهناك من أكد أنه ليس هناك أي تمويلات، خصوصا وأن هناك أشخاصا رحلوا رغم أن ظروفهم المادية جيدة. السؤال المطروح أيضا كيف تتم المغادرة؟ أغلب الملتحقين بتنظيم »داعش« لم يحصلوا على جواز سفرهم من أوريكة منهم من أخذه من ورزازاتومراكش بعد الحصول على شواهد سكنى مزورة خصوصا الملتحقين الأواخر هذه السنة قبل رمضان. هي قصص مختلفة وتنظيمات متعددة وتحركات غير عادية بأوريكة وزيادة عدد »الجهاديين« بشكل كبير خصوصا عندما تجد مستواهم المادي يتغير بسرعة بمجرد التزامهم. وهناك من يتحدث عن تمويلات تأتي من العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء. الكل إذن يتساءل عما يحدث في أوريكة وخصوصا وأن الأرضية خصبة أحيانا نتيجة الظروف وأحيانا أخرى نتيجة الجهل والأمية، وأحيانا نتيجة تسميم الأفكار والرغبة في الانتقام، وهذا ما يجعلنا نطرح السؤال لماذا ليس هناك تشديد أمني فعلي؟ فتعددت الإجابات والقضية واحدة والنتيجة قد تكون كارثية وخصوصا وان الأرضية ملائمة والنتيجة مرشحة للارتفاع وأصبح الخوف على الأبناء واضحا لدى السكان،