اختار معظم صناع الدراما هذا الموسم اللعب في المضمون والبعد عن المخاطرة بحثًا عن نسب مشاهدة أعلى، المؤلفون ركبوا موجة أعمال التشويق التي تعتمد على الألغاز، وذلك بعد نجاح أكثر من تجربة الموسمين الماضيين في كسب انتباه الجماهير، ومن هذه الأعمال »السبع وصايا« تأليف محمد أمين راضى وإخراج خالد مرعى ويدور حول سبعة أشقاء فقراء، يعيش والدهم في غيبوبة لأكثر من 6 سنوات، فيقرروا التخلص منه خاصة بعدما علموا أنه غنى ويمتلك 28 مليون جنيه، لكن يختفى جثمانه وتتحول حياتهم رأسا على عقب. وبعد أن فرض نفسه في دراما التشويق في مسلسلى »رقم مجهول« و»اسم مؤقت« يقدم هذا العام يوسف شريف عملا ينتمى لنفس النوعية هو »الصياد« من تأليف عمرو سمير عاطف وإخراج احمد مدحت ويدور حول »طارق« ضابط الشرطة الذي يحقق في سلسلة من الجرائم ويبحث عن مجرم عتيد، تسبب له في العمى، وتركه الخدمة، مما يدفعه للدخول في أزمات عديدة، في إطار يعتمد على الإثارة وبه عدد من مشاهد الأكشن والحركة. وبعد نجاحه مع مسلسل »نيران صديقة« يخوض عمرو يوسف تجربة جديدة مع مسلسله »عد تنازلى« للمخرج حسين المنباوى من تأليف تامر إبراهيم، وهو دراما تشويقية في إطار بوليسى حول مجموعة من جرائم القتل ويدخل الأبطال في رحلة البحث عن مرتكبى هذه الجرائم التي يتورط فيها بعض أصدقائهم، كما يسلط المسلسل الضوء على ظاهرة الإرهاب التي انتشرت مؤخرا بشكل كبير. كما اختار المخرج عمرو الشيخ والسيناريست تامر عبدالمنعم تقديم مسلسل »المرافعة« والذى يناقش قضية ولغز مقتل اللبنانية سوزان تميم، وقائم على التشويق أيضًا وجذب انتباه المشاهدين ويشارك في بطولته باسم ياخور وطلعت زكريا وفاروق الفيشاوى، أيضًا مسلسل »ابن حلال« أول بطولة مطلقة لمحمد رمضان رغم أنه عمل اجتماعى إلا انه يحتوى على عنصر تشويقى ضمن أحداثه يتمثل في جريمة القتل التي يتهم فيها »حبيشة« الشخصية الرئيسية في العمل ويبحث طوال الأحداث عن براءته والقاتل الحقيقى، والعمل من تأليف حسان دهشان وإخراج ابراهيم فخر، و»الإكسلانس« لأحمد عز من تأليف أيمن سلامة وإخراج وائل عبدالله ويدور في إطار اجتماعى تشويقى حول رجل أعمال يدعى »سيف« يتهم في قضية فساد ويتورط فيها ويحاول البحث عن براءته. عن سبب الاتجاه إلى هذه التيمة؟، وهل يعتبرها صناعها ظاهرة وستختفى؟، وهل هي تقليد للغرب أم صناعة مصرية 100%؟... ومدى كون المستقبل لهذه النوعية؟، قال السيناريست عمرو سمير عاطف إن مسلسله »رقم مجهول« هو الذي فتح الباب أمام هذه النوعية من الدراما وهو سبب انتشارها الملحوظ، مشيرًا إلى أن الإقبال الجماهيرى على متابعتها أيضًا كان محل اهتمام صناع الدراما هذا الموسم، خاصة أنها تغذى العقل وتجذب انتباه المتلقى وتنمى ذكاءه، المهم هو أسلوب تقديمها والطرح، وأن يتم تنفيذها وكتابتها بإتقان لأن الاستسهال فيها معناه الفشل، معتبرا المستقبل للتشويق، وأوضح أن كل عمل له روحه وأسلوبه، وتيمة التشويق يمكن تقديمها في 100 صورة، رافضًا اتهام تلك الأعمال بالمستوردة أو أنها تقليد للغرب، وقال: كنا في الأساس مستوردين لكل شىء، لأننا استوردنا المسرح والدراما من الغرب، لكن مسلسل »الصياد« غير مقتبس أو »مسروق« كما تردد لأنه تيمة يمكن أن تشاهدها في 10 أفلام أجنبية و20 مسلسلا أمريكيا، ومن حق كل كاتب اللعب على تيمة ما، والمهم أن تكون على طريقته، مشيرًا إلى أن ما تردد عن أن فكرة المسلسل كانت لفيلم دير ديفيل لبن أفليك غير منطقى.، وتابع: تقديم كاركتر لشخص أعمى يمتلك قدرات معينة ومن خلال محادثات لفترة طويلة مع يوسف الشريف توصلنا إلى هذه الفكرة وأتمنى أن تلقى إعجاب الجمهور. وقال السيناريست محمد أمين راضى إنه يفضل هذه التيمة المتعبة في كتابتها وأفكارها لكنها ممتعة، موضحًا أنها تعتبر عامل جذب للجمهور، لها رسالة، تمرر أفكار ومعانى مثلها مثل التراجيدى والأكشن والكوميديا. وأشار إلى أن انتشارها هذا العام لا يعتبر ظاهرة لكنه ناتج عن نمو الذوق العام للمتلقى بعد 3 أعوام من التشبع والفكر، وأصبح هناك احترام لعقل المتابع، مشددًا على أن هناك فرقا بين أعمال التشويق والأعمال البوليسية، وأن مسلسله »السبع وصايا« تشويقى وليس بوليسى، واعتمد فيه على سرعة الإيقاع والتشبع في كل حلقة وتقديم تطورات عديدة لكافة النماذج الموجودة ضمن الأحداث، وأحاول دائما تقديم الأفضل والعمل على نفسى ومحاسبتها دائما وتجنب الملاحظات التي أقع فيها في أعمالى السابقة، واعتبر الناقد طارق الشناوى التشويق تيمة درامية هي الأشهر هذا العام ولن تختفى، مؤكدًا أن كل الأعمال يجب أن تحتوى على عنصر الجذب والإثارة، وهذا الموسم الملاحظ أن معظم المسلسلات تحتوى خيوطا درامية تشويقية، بالإضافة إلى عدد آخر يطلق عليه دراما بوليسية يكون فيها الخط الرئيسى للأحداث هو التشويق، ويحدث في بعض السنوات أن يغلب على الأعمال الفنية تيمة معينة، فمثلا عام 2000 كان موسم الطرابيش ومعظم المسلسلات كانت تتعرض لأحداث من زمن العشرينيات حتى الأربعينيات، ووقتها قام مصطفى حسين وأحمد رجب برسم كاريكاتير لصفوت الشريف يرتدى طربوش. وأضاف الشناوى: كل عام تحدث عدوى باتجاه معين سواء في الزمن أو التيمة أو البطل، وهذا العام التشويق سيد الموقف مع الأخذ في الاعتبار أن الخيوط التشويقية موجودة في كل الأعمال، وانتشارها دعوة لإثارة الاهتمام ولا يتوقع استمرارها طويلا وهى بضاعة عالمية وليست حكرا على أحد وِ»ماحدش له فضل فيها«، وبالتالى فإنها ليست مقتبسة من الغرب. وأكد الناقد أحمد رأفت بهجت أنه حذر من هذا الاتجاه منذ 10 سنوات بأن يتحول التليفزيون إلى مسلسلات حركة وأكشن وتشويق لأن هذا معناه انهيار كامل للسينما، فإذا كان المشاهد يرى كل أنواع الدراما وهو داخل منزله فلماذا يتكبد عناء النزول والذهاب إلى السينما؟، وقال: يجب على صناع الدراما أو الكتاب بشكل خاص الذين يقدمون على مثل هذه الأعمال أن يركزوا على الشكل والمضمون معًا لأن أي خلل في العنصرين يعنى انهيار وفشل هذه التجارب، موضحًا أن هناك أعمالا مبشرة وأخرى قليلة المستوى.