أطلقت مؤسسة الفكر العربي قبل ايام من القاهرة , بمناسبة انعقاد مؤتمرها السابع , «»التقرير العربي الأول للتنمية الثقافية»» الذي يتناول مقومات التنمية الثقافية في البلدان العربية ال22 . ويشتمل التقرير الذي يقع في حوالي700 صفحة والذي يعتبر أول تقرير من نوعه تصدره وتموله مؤسسة عربية خاصة, على خمسة ملفات أساسية وهي التعليم العالي في البلدان العربية, والإعلام العربي في تجلياته المقروءة والفضائية والإلكترونية, وحركة التأليف والنشر في 18 دولة عربية, والإبداع العربي في2007 (الإبداع الشعري والسردي والسينما والمسرح والدراما والموسيقى والغناء), والحصاد الثقافي السنوي في العالم العربي. وسجل التقرير على الخصوص ضعف نوعية التعليم العالي في المنطقة العربية, وأشار إلى انخفاض معدل الالتحاق بالتعليم ما قبل الابتدائي الذي بلغ متوسطه العام الماضي 22 في المائة, بينما كان معدل الالتحاق في التعليم الابتدائي حوالي 84 في المائة مقابل نسبة 68 في المائة التحاق بالتعليم الثانوي, معتبرا أن هذه المعدلات تقل عن مثيلاتها في بلدان العالم الأخرى. لكن التقرير سجل , بالمقابل , مؤشرات إيجابية في هذا القطاع منها ازدياد الطلب الاجتماعي على التعليم العالي حيث زادت أعداد الطلاب بنسبة 800 في المائة من عام 1975 إلى عام2006 , كما زاد عدد الجامعات في البلدان العربية من230 جامعة عام 2003 إلى395 جامعة العام الماضي. وعلى المستوى الثقافي, اعتبر التقرير أن2007 كان عام «»الإبداع»» الثقافي في العالم العربي في مختلف المجالات سواء الشعرية أو الروائية وكذلك الإبداع الدرامي المسرحي والسينمائي والموسيقي والغنائي, وإن كان الإبداع القصصي جاء أقل نظرا لتراجع فن القصة القصيرة في العالم العربي. وأشار إلى أن الكتب المنشورة خلال السنة الماضية في العالم العربي بلغت27 ألف و800 كتاب, موضحا أن هناك كتابا يصدر كل سنة لكل12 ألف مواطن عربي, بينما هناك كتاب لكل500 مواطن إنجليزي, ومثله لكل900 ألماني. وأوضح التقرير أنه وفقا لهذا المعطى, لم يزد معدل القراءة في العالم العربي عن 4 في المائة من معدل القراءة في دولة مثل انجلترا. وتطرق التقرير إلى موضوع الصناعات الثقافية في العالم العربي, فأشار إلى أنها تشكل ما بين5 و10 في المائة من قيمة المنتجات الثقافية في العالم, موضحا أن العالم العربي لا يصنع أكثر من40 في المائة من حاجته لمادة الورق. أما على الصعيد الإعلامي فسجل التقرير أن نصيب الفرد من الصحف المتخصصة يقل داخل أغلب الدول العربية, وهو ما يعبر عن حالة من حالات «»التراجع»» في المشهد الإعلامي, كما أن العدد الأكبر من التجارب الفضائية العربية «»لم تستوعب بعد أهمية التوجه نحو الإعلام المتخصص في مجال البث الفضائي»». وبالنسبة لاستعمال الأنترنت في العالم العربي, لاحظ التقرير أن دافع الترفيه والتواصل يشكل الدافع الأول لاستخدام المواطن العربي لموقع شبكة الأنترنت, فيما يشكل دافع التماس المعلومات الدافع الأقل حضورا في استخدام المواطن العربي له. وتعد مؤسسة الفكر العربي التي انطلقت سنة2001 , مؤسسة أهلية لا تروم الربح, وهي معنية برصد وتحليل الأوضاع الثقافية في العالم العربي, كما تستهدف خدمة الفكر والثقافة والعلوم والمعارف العربية.