تطورات متسارعة يعرفها ملف التلميذتين التوأمتين سلمى وسمية،و اللتين اتهمتها بالغش في مادة الفلسفة أثناء اجتيازهما امتحانات الباكلوريا،و حرمانهما من اجتياز الدورة الاستدراكية وتوقيفهما لمدة سنة دراسية كاملة،اذ عاشت مدينة بركان التي تنحدر منه التلميذتين، خلال نهاية الأسبوع المنصرم على ايقاع مجموعة من الوقفات الاحتجاجية الحاشدة أطرتها جمعية الشبيبة المدرسية وساندتها فيها فروع العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان و الشبيبة الاستقلالية ومنظمة فتيات الانبعاث،و عدد من الجمعيات الحقوقية والمجتمع المدني،تستكر وبشدة رفض مدير أكاديمية الجهة الشرقية منطوق الحكم المستعجل الصادر يوم الخميس عن المحكمة الإدارية بوجدة،و القاضي بوقف قرار مصالح وزراة التربية الوطنية،و بتمكين التلميذتين من حق اجتياز الدورة الاستدراكية لامتحانات الباكلوريا المقرر اجراؤها في غضون الايام القليلة القادمة. و أكد مراد زيبوح المحامي الذي تطوع للدفاع عن ملف التلميذتين في تصريح لجريدة"العلم" انه مباشرة بعد إصدار الحكم قام رفقة موظف مكلف بالتنفيذ بالمحكة الادارية،ووالد المعنيتين بالتوجه نحو الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية بالجهة الشرقية قصد تنفيذ الحكم، وهو الطلب الذي تم رفضه في الحين،اذ عللت مصالح الاكاديمة بكون الأمر يرتبط بامتحان وطني، والقرار يجب ان يتخذ على الصعيد المركزي بالرباط. هذا الرفض اعتبره الاستاذ زيبوح تحقيرا لمقرر قضائي، وتماطل يعود بالمغرب الى زمن التعليمات و الأوامر، وتمركز القرار في الرباط،مشيرا إلى انه يعتزم اليوم الاثنين تقديم دعوی قضائية ضد مدير الأكاديمية وضد وزير التربية الوطنية من أجل إصدار قرار بالتعويض عن عدم تنفيذ حكم بمبلغ 5000 درهم عن كل يوم تأخير يأديه المدير والوزير من مالهما الخاص . بدوره تأسف الأخ مصطفى التاج الكاتب الوطني لجمعية الشبيبة المدرسية للطريقة التي تعالج بها الوزارة الوصية واكاديميتها الجهوية الملف بشكل لا يستحضر مصلحة التلميذتين،ولا حتى المنظومة التعليمية ككل،اذ تم الاعتماد في توجيه تهمة الغش على تقدير الاستاذ المصحح، وليس على تقرير الاستاذ المراقب الذي لا يوجد في محضره أي اشارة الى حالة الغش هاته. وأضاف الاخ التاج ان فرع جمعية الشبية المدرسية بمجرد علمه بالقضية سارع إلى تقديم كل الدعم اللازم للتلميذتين ،اذ تم كبادرة أولى مراسلة وزير التعليم في الموضوع قصد القيام بفتح تحقيق،وبعد عدم تلقي أي جواب منه انتدبت الجمعية محام للترافع في القضية،ثم تنظيم مجموعة من الوقفات الاحتجاجية شارك فيه العشرات من التلاميذ ،حضرتها التلميذتين سلمى وسمية،و أمام مقر الاكاديمية بوجدة بعد رفضها تنفيذ ما جاء في منطوق حكم المحكمة الادارية،و في عدد من شوارع بركان وأمام مقر العمالة.كما تم الاتصال بالبرلمانيين الاستقلاليين الاخوين عبد الله البقالي وعبد القادر الكيحل عضوي لجنة التعليم و الثقافة والاتصال بمجلس النواب،واللذين قاما كذلك بالاتصال مجددا بالوزير المعني، دون ان تلوح في الافق أي بادرة منه لطي الملف، و تنفيذ ما جاء في منطوق حكم المحكمة. وشدد الأخ التاج على ان الشبيبة المدرسية لن تقف مكتوفة الايدي اذا ماستمرت الوزارة والاكاديمية في تعنتهما،اذ من المنتظر تنظيم وقفة واعتصام أمام مقر وزارة التعليم ،ومسيرات تلمذية في كل أقاليم المملكة خلال هذا الاسبوع.مشيرا كذلك إلى انه قد حان الوقت لتعكف الوزارة المعنية على اعادة النظر في منظومة التقويم و التنقيط،وهي النقطة التي شكلت أولوية المطالب في عدد من الوقفات سبق وأن ظمتها جمعية الشبيبة المدرسية. بدوره رفض والد التلميذتين في تصريح لجريدة"العلم" التهمة الموجهة لابنتيه،معتبرا القرار الذي اتخذ في حقهما متسرعا و يحمل الكثير من شطط في استعمال السلطة،كونه لم يراع انهما توأم كامل يتميز بتطابق فكري وجسدي،مشيرا في هذا السياق إلى انهما طيلة السنة الدراسية كانتا تراجعان دروسهما في نفس الكتاب وبنفس المنهجية و التركيز،وكذلك الشأن بالنسبة للتهيئ للامتحان .كما أشار الى حصولهما على نقاط مرتفعة في مواد دراسية اخرى تتجاوز 16 خلال نفس الامتحان، وهذا دليل على تميزهما الدراسي،والذي لا يقف فقط في الباكلوريا بل طبع مسارهما الدراسي منذ صغرهما. وأضاف الوالد ان ابنتيه تعيشان لحظات عصيبة،ونفسية جد متدهورة،وهو ما قد تؤثر سلبا على مسارهما الدراسي وحياتهم الخاصة مستقبلا.