أدلى الناخبون الموريتانيون أول أمس السبت، بأصواتهم لانتخاب رئيس للبلاد من بين خمس مرشحين أوفرهم حظا، الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز المرشح للفوز بعهدة رئاسية جديدة. وبدا الإقبال ضعيفا بعد ظهر السبت في مكاتب تصويت بمناطق آهلة بالسكان زارتها وسائل الإعلام المحلية والدولية. في ذات السياق، قال منتدى الديمقراطية والوحدة، تحالف المعارضة الموريتانية، "إن الشعب الموريتاني وجه صفعة قوية للنظام الحاكم"، وأضاف في بيان وزع ظهر السبت أن "الإقبال كان من ضعيف إلى متوسط في الكثير من مراكز الاقتراع". ومع أن الإقبال يكون عادة كثيفا في ساعات الصباح الأولى، إلا أن الناخبين لم يصطفوا في طوابير طويلة أمام مكاتب تصويت في حي تفرغ زينة السكني وفي أحياء أخرى كالرياض وتيارات كما لا حظ مراسل العربية. وعلل ناشطون سياسيون يؤيدون إعادة انتخاب الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، ذلك بسهولة وانسيابية عملية الاقتراع في هذه الانتخابات، وقال المختار ولد بوسيف، وهو وزير سابق "التصويت هذه المرة لا يستغرق أكثر من نصف دقيقة عكس ما كان عليه في آخر انتخابات حيث كان التصويت من الناحية التقنية معقدا ويتم على عدة مستويات". وتوقع ناشط آخر، النائب في البرلمان سيدي محمد ولد أبوه، أن تصل نسبة المشاركة إلى أكثر من سبعين في المائة، بيد أن الطاهرة بنت حمبارة الناطقة باسم أبرز منافسي ولد عبد العزيز، الوزير السابق ورئيس حزب الوئام بيجل ولد حميد، قالت إن ممثلي الحزب في مكاتب التصويت لا حظوا إقبالا ضعيفا على مكاتب التصويت خاصة في العاصمة نواكشوط. وفي مكتب تصويت بحي شعبي فقير جنوب العاصمة، أدلى الناشط ضد الرق والمرشح في الانتخابات بيرام ولد اعبيدي بصوته وسط حضور إعلامي ، ويريد بيرام كسب أصوات العبيد السابقين الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان البلاد وحذر ولد اعبيدي من تزوير نتائج الانتخابات واختطاف إرادة من سماهم بالمهمشين والمستضعفين. ومع أن المراقبين يتوقعون فوزا كاسحا لولد عبد العزيز في هذه الانتخابات، يمنحه شرعية الحكم خمس سنوات أخرى، إلا أن الرهان يبقى على نسبة المشاركة مع دعوة تحالف كبير من الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والنقابات الموريتانيين للبقاء في بيوتهم وعدم التوجه لاقتراع يكرس - في رأيهم - مسارا انتخابيا أحاديا هدفه شرعنة بقاء ولد عبد العزيز في السلطة رغم فشله في إدارة البلاد. وتوقع منتدى الديمقراطية والوحدة تحالف المعارضة الرئيسي التلاعب بنتائج الانتخابات وإعلان نسبة مشاركة مزورة. وقال مولاي ولد محمد لغظف رئيس الوزراء الموريتاني إن حكومته لا يمكن أن تفرض على أحزاب المعارضة المشاركة وإنها وفرت الظروف وقدمت الضمانات اللازمة لاقتراع حر وشفاف.