«أوال ن وار أوال» حكمة أمازيغية تعني لغويا كلام من لا كلام له واصطلاحا حديث من لا يفي بالوعد وهي الجملة التي عنون بها الشاعر عبد الرحمان بلوش ديوانه الشعري الصادر عن مؤسسة سمونا للطباعة والنشر بمدينة الرباط سنة1996م ، ويعتبر الشاعر عيد الرحمان بلوش من مواليد «يمي نتانوت»بالأطلس الكبير سنة 1949 ، ومنذ سنة 1967 ولج سلك التدريس فاشتغل مدرسا للغة الفرنسية إلى حدود سنة 1980 ليلتحق بالإدارة المركزية لوزارة التربية الوطنية حيث سيعمل إلى سنة1992 وسيحال على التقاعد النسبي، ليشتغل مديرا لمدرسة خاصة بتمارة إلى أن تم تعيينه مستشارا لدى العميد بالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية منذ إحداثه بداية الألفية الثالثة إلى غاية2006 ، حيث سيتقاعد بشكل نهائي، والشاعر عبد الرحمان بلوش ناشط أمازيغي وفاعل جمعوي مناضل في صفوف العديد من الجمعيات، كما شارك في تأطير العديد من المحاضرات والندوات وهو احد مؤلفي الكتاب المدرسي الجديد للسنة الأولى ابتدائي مادة اللغة الامازيغية . ويعلو ديوانه هذا غلاف ازرق يقسمه شريط ابيض إلى قسمين وكتب عليه العنوان بالحروف الثلاثة : تيفناغ ولاتيني وعربي، بينما كتبت القصائد الشعرية ومحتويات الديوان بالحرف العربي ، ويتألف الديوان من مائة وواحد وعشرين(121) صفحة ويضم (42) اثنان واربعين قصيدة شعرية وإهداء وتوضيح ثم تقديم ومعجم للمصطلحات، وقد قسم الشاعر ديوانه إلى خمسة فصول عنون الفصل الأول ب «تاندرا ن أوال» ويضم تسع قصائد شعرية وهي :*أبريح*تانكبيت ن ربي*واهوا ناغ* إيلسي إينو*ماتكيت* أركان*آه إينو جليغ* ماتاغيكاد*. وعنون الفصل الثاني ب»أفراس ن واوال» ويضم ثماني قصائد شعرية وهي:»باحفو»،»تلغنجا»، إنبكي ن أوشن»،»ليلياتيد»،»تاكرمين ن يومارك»، « أخلو ن شياب»، «تاكانت نغ»، «تيميدي». وعنون الفصل الثالث ب» أوال ن واوال» ويضم ثماني قصائد شعرية وهي: «أكال»، «أيوز أكادير»، «ناضور»، «تيكمي نون»، «تافود»، «إيمي ن تانوت»، «مليليا»، « تاركانت»، « ألبنسير». وعنون الفصل الرابع ب «أوال ن ماف أوال» ويضم تسع قصائد شعرية وهي: «تيكمامين»، «أمادان»، أسلمد ن تامازيغيت»، «تيفيناغ»، «تينوات»، «تاساراكت»، «إيرن د ماتن إيوالن»، «إيمارن أوسان»، «نواكود ن طاريق». ثم عنون الفصل الأخير ب»تيجيرا ن واوال» ويضم ثماني قصائد شعرية. وقد اهدى الشاعر ديوانه إلى والديه الذين ربياه على لغته الأم اللغة الامازيغية والى أصدقائه في الحركة الثقافية الامازيغية الذين ساعدوه في الحفاظ على هويته والدفاع عنها، كما أشار في التوضيح إلى رغبته الملحة في كتابة ديوانه بالحرف الأمازيغي الأصيل «تيفناغ» إلا أن قلة قرائه منعته من ذالك ويتأسف لعدم إدراجه قي المنظومة التربوية آنذاك أي سنة 1996 وقد قدم لديوانه بقصيدة للشاعر الكبير «أمارير أمقران» حماد اوعلا . وقد كتبت قصائد الديوان مابين سنة1993 وسنة1996 بعدة أماكن مختلفة ومتنوعة تبين حركية الشاعر ونضاله اذ تنقل بين مدن وقرى المغرب من الشمال إلى الجنوب فكتب قصائده الشعرية بكل من: الرباط ،تمارة ، سيدي حرازم ، مراكش ، بن كرير، تاركانت ، مولاي يعقوب ، تارودانت ، امزميز ، خنيفرة ، الناضور ، اكادير، مليليا ، ئمي نتانوت ، تامسنا ، سيدي بوزيد ، تكمي ملولن ، تاغزوت ، تيزنيت و مارتيل . وقد غنى الفنان الأمازيغي حسن اذ بسعيد مجموعة من هذه القصائد ونلاحظ أن شعر عبد الرحمان بلوش يحمل رسالة هادفة تسعى إلى توعية وتحسيس عموم الأمازيغ بهويتهم كما يتجلى بوضوح في قصائد:»ماتكيت» من تكون و»إيليس» ،»إينو» لغتي و»لبريح» النداء. انه شعر ذو نبرة خطابية تجيش القارئ الأمازيغي وتعرفه بثقافة وحضارة ومدن بلاده هذه الأرض الطيبة التي أنبتته وترعرع بمروجها وجبالها وسهولها فخصص لها قصائد كثيرة. كما يفتخر الشاعر بأبناء شمال المغرب «الناضور» المعتزين بلغتهم الامازيغية والمدافعين عنها بكل ما أوتوا من قوة وذلك من اجل إقرار حقوقها وتدريسها فيقول : هنيئا لك يا مدينة الناضور بأبنائك المناضلين في قصيدة «ناضور». والشاعر عبد الرحمان بلوش أبدى عناية فائقة بالنص فنيا، حيث الصيغ التصويرية والمجازية و الجمالية التي لا تخف والمتمثلة في النبرة الخطابية التي تحملها والشهادة التاريخية المرتبطة بالأصالة الامازيغية التي يزخر بها الديوان عن أمجاد وأبطال تامزغا «مانزا يوبا» وكذا الصور الحية عن الأماكن فضلا عن الرسالة القوية التي يوجهها إلى قارئه .