يعرف الموسم الفلاحي للسنة الفلاحية الجارية بالجهة الشرقية ظروفا غير عادية، وصفت بالخطيرة، طبعها ضعف التساقطات المطرية إلى درجة الجفاف الحاد والمزمن، بالإضافة إلى الاجتياح الحاد للبرد القارس خلال فصل الشتاء وارتفاع الحرارة القاسية خلال نهاية سنة 2013 و فصل الربيع الجالي و بلوغ الذروة في الحرارة خلال ماي 2014 ، وقد انخفضت نسبة التساقطات لهذه السنة بأكثر من 80 % مقارنة مع السنوات الماضية وبالموازاة مع ذلك انتشرت موجة الصقيع والجريحة وهبوب الشركي خلال فصل الخريف الماضي ، الشيء الذي اثر على ما تبقى من حالة الإنبات كالبرتقال و الخضر و كلا البهائم و الماشية .. وقد عبر عدد من فلاحي مناطق بني كيل بإقليم فجيج وتيولي بإقليمجرادة وانكاد بعمالة وجدة أنكاد وكلها تابعة لنفوذ المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالجهة عن قلقهم الكبير من عواقب الموسم الفلاحي الحالي، حيث سجلوا خلال السنة الماضية نقصا حادا في المنتوج وصل أحيانا إلى 95 % وطالبوا من الدولة، التعجيل باللجوء إلى سن تدابير ملموسة للرفع من درجة الضرر الحاصل في ربوع أزيد من 60 % من أراضي الجهة الفلاحية ومنها ما تضرر كليا حتى يتمكن الفلاحون من الاستعداد لاستقبال الموسم الفلاحي 2013/2014 .. أما بالنسبة لأراضي سهول بني يزناسن فعرفت انتعاشا بسيطا خصوصا بسهول تريفة ومن جهة أخرى فقد تضرر أغلب كسابي الماشية من غنم وماعز، وخاصة بمنطقة إقليم فجيج وإقليمجرادةوإقليم تاوريرت، وعبر أحد الكسابة عن قلقة الكبير تجاه الخسارة التي لحقت قطيعه إلى درجة أنه باع بعضه ب 1000 درهم للرأس في حين أن ثمنه الحقيقي لا يقل عن 2600 درهم ! خوفا من قلة الأعلاف ومياه الشرب ! كل ذلك لأن الجفاف بالنسبة للمنطقة أصبح مشكلا هيكليا لا يمكن النظر إليه كمشكل استثنائي ومؤقت يمكن تجاوزه. فالمنطقة تعيش الآن السنة العاشرة من الجفاف مما أثر بشكل كبير على الكسابين الذين نفد صبرهم بعد أن تم استنزاف جميع الاحتياطات من علف وماء ورأس مال.. وهكذا يمكن القول أن قطاع الفلاحة بالجهة أصبح مشلولا باستثناء المساهمة الضعيفة لمديرية الفلاحة في نقل الأعلاف للكسابين لأنها لا تغطي جميع الحاجيات كما أن الأعلاف المدعمة غير موجودة بوفرة مما يجعل الكسابين يلجئون إلى أعلاف السوق الحرة وبأثمنة جد مرتفعة.