الدعوة إلى اضطلاع المؤسسات الدينية والروحية بدور طلائعي في الحد من الأزمة الأخلاقية التي تعرفها البلاد والمساهمة في تأهيل الحقل الديني والاجتماعي والأمني والتنموي أوصى المشاركون في الملتقى العلمي الأول حول دور الزوايا في التأطير الديني و المجتمعي جعل الملتقى الأول محطة تأسيسية في تاريخ الزوايا القديم والحديث لما أسداه شيوخ هذه الزوايا من مجهودات في مختلف المجالات العلمية وفي أنواع التأليف و تكريس خيار الانفتاح المتبادل بين الجامعة والمكتب المسير لشؤون الزاوية الصومعية ومحيطها، سيما إذا كان هذا المحيط يحتضن مراكز إشعاع حضاري، ويضم تراثاً زاخراً في حاجة إلى الدراسة والتحقيق ، و شدد المشاركون على ضرورة اضطلاع المؤسسات الدينية والروحية بدور طلائعي في الحد من الأزمة الأخلاقية التي تعرفها البلاد، مع ارتباطها بالأمن الروحي والاجتماعي والنفسي الذي بات مطلباً ملحاً لحماية شبابنا من كل أشكال الانحراف كما دعوا إلى انخراط الزوايا في المشروع الإصلاحي والتأطيري، من خلال المساهمة في تأهيل الحقل الديني والاجتماعي والأمني والتنموي، سعياً منها إلى تحقيق النماء للبلاد والطمأنينة للعباد . وكانت أشغال هذا الملتقى العلمي التي امتدت يومي 29 و30 أبريل الماضي و الذي نظم بشراكة مع المجلس البلدي لبني ملال، والمجلسين العلميين المحليين لبني ملال وأزيلال، و المكتب المسير لشرفاء الزاوية الصومعية ببني ملال و بتنسيق مع جامعة السلطان مولاي إسماعيل وكلية الآداب والعلوم الانسانية، ومختبر البحث في التاريخ للدراسات والأبحاث العلمية، والجمعية الجهوية للتراث والتنمية، عرفت عدة مداخلات تناول فيها الاساتذة و العلماء كافة جوانب الزوايا بالمغرب و زاوية الشيخ أحمد بن أبي القاسم الصومعي على الخصوص من خلال مؤلفات تطرقت إلى حياة الشيخ ومجالسه والعلماء الذين تتلمذوا على يده، وإلى بعض القراءات التحليلية لمخطوطاته، وشرح أحكامه ومنهجه الإصلاحي في التصوف الديني ودراسات حول المشهد الاجتماعي والنفسي، بالإضافة إلى شهادات طالبي العلم بزاوية الصومعة . واعتبرت اللجنة التنظيمية في كلمة الافتتاح ، بأن فكرة هذا الملتقى العلمي هي ثمرة التقاء وتوافر النوايا الطيبة والجهود المحمودة، التي وحدت خطوات مختلف الشركاء، بهدف إحياء معالم زاوية الشيخ أحمد بن أبي القاسم الصومعي، الزاوية الرائدة في منطقة تادلة، والتي ملأت البلاد إيماناً وعبادة على امتداد قرون من الزمن، والتي تخرج من مجالسها الدينية والثقافية نخبة من الفقهاء والعلماء بالقطر التادلي. كما أكدت على أن الاحتفاء بهذا الملتقى واستحضار منجزات الشيخ سيدي أحمد بن أبي القاسم، هو في الحقيقة احتفاءً بذكرى مجموعة من المراكز العلمية والتربوية، التي تزخر بها منطقة تادلا، والتي عرفت إشعاعاً دينياً كبيراً . وفي ختام أشغال هذا الملتقى، تم تكريم شخصيتين بارزتين من أبناء المنطقة، اعترافاً لإنجازاتهما وعطاءاتهما التاريخية والعلمية، ويتعلق الأمر بكل من الدكتور مصطفى عربوش مؤرخ وكاتب وصحفي، والدكتور بوشعيب مرناري رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال ، كما تم بالمناسبة توقيع اتفاقيتين للشراكة ، الأولى بين المكتب المسير لشؤون الزاوية الصومعية وكلية الآداب والعلوم الانسانية ببني ملال، والثانية بين المكتب المسير لشؤون الزاوية الصومعية والجمعية الجهوية للتراث والتنمية بجهة تادلة أزيلال.