يرى مركز "كارنيجي" للسلام في واشنطن ان الانتكاسات التي شهدتها سياسة قطر الخارجية الاخيرة خاصة تجاه مصر وسوريا وحماس جعلت الدوحة تدرك انها لن تستطيع تبني اجندة دبلوماسية اقليمية بمفردها. ويقول سيجور نيوباور وهو محلل لشئون الشرق الاوسط ان قطر لن تستطيع تحمل تداعيات خصومتها مع المملكة العربية السعودية، ولم يبقَ أمام الشيخ تميم من خيار سوى التوصّل إلى تفاهم مع الرياض عبر التنسيق معها حول أولويات السياسة الخارجية في المستقبل. وبالتالي سعت قطر إلى التوصّل إلى توافق مع مجلس التعاون الخليجي حول استراتيجية إقليمية. واضاف المحلل الامريكي ان قطر واجهت هزيمة جيوسياسية في مصر منذ اعلان ثورة 30 يونيو اذ ظلت قناة "الجزيرة " الاخبارية الفضائية القطرية تؤيد جماعة الإخوان المسلمين، من خلال تغطيتها الإخبارية. بينما أصبحت قطر الممول الخليجي الوحيد لحكومة الإخوان المسلمين وهو ما جعل صورة قطر في مصرتتلقى ضربة قوية. ومن ناحية اخرى لم يكن أمام الشيخ تميم من خيار سوى التراجع عن دعم والده الشيخ حمد للمقاتلين الإسلاميين في سوريا بعد ان اصبح للمعارضة السورية المعتدلة مكان الصدارة وكان على الشيخ تميم أن يتراجع عن الخصومة التي كانت سائدة في البداية بين السعودية وقطر، والتي تسبّبت بانقسام داخل الائتلاف الوطني السوري. وخوفاً من أن يؤدّي الدعم القطري للثوّار الإسلاميين إلى رد فعل مناوئ من الولاياتالمتحدة والسعودية، تبنّت قطر فعلياً موقف الرياض عبر الدعوة إلى توحيد الصفوف في مجلس التعاون الخليجي حول المسألة السورية. وكان على قطر أن تنأى بنفسها أيضاً عن مبادرات أخرى عزيزة على قلبها، منها دعمها لحركة حماس. فقد توقّف الشيخ تميم عن دعم حماس على عكس والده الشيخ حمد، لأنه اصبح ذلك من شانه أن يزيد من خلافات قطر مع حلفائها في مجلس التعاون الخليجي ومع السعودية على وجه التحديد مما جعله يتجنّب التورّط في الشئون الفلسطينية حتى الآن. ويختتم نيوباور قوله ان الانتكاسات التي شهدتها سياسة قطر الخارجية خلال العام الماضي دفعتها الى السعي لتحقيق المصالحة مع دول مجلس التعاون الخليجي وعلى راسها المملكة العربية السعودية.