قبل أسبوع حينما انبرى سفير المملكة و ممثلها الدائم لدى مكتب الأممالمتحدةبجنيف بشجاعة وثقة في النفس للدفاع عن الاختيارات الحقوقية للمغرب و تعرية مساحيق الأوهام الحقوقية التي تتذرع بها الجزائر بكفاءة و اقتدار ,إقتنع العديد من المتتبعين أن الديبلوماسية المغربية في حاجة الى رجال من العيار الثقيل من طينة السيد عمر هلال يملكون القدرة على الهجوم حين يتعلق الأمر بالمصالح العليا للمملكة في ظرف ظلت ديبلوماسيتنا موسومة بأعطاب قاتلة من ضمنها إنحسارها في موقع الدفاع و عجزها في بعض المناسبات عن التماهي مع المستجدات و إستباق الأحداث . جلالة الملك و ببصيرته و حسه الثاقب التقط أول أمس الاثنين الاشارة و ترجمها الى قرار ملكي يقضي بتعين السفير عمر هلال كممثل دائم للمملكة المغربية لدى منظمة الأممالمتحدة خلفا لمحمد لوليشكي , و هو ما يعني أن السيد هلال المتمرس في السلك الديبلوماسي منذ بداية التسعينات سيتموقع في الجبهة الأمامية للدفاع عن المصالح المغربية بمقر الأممالمتحدةبنيويورك و ستتجلى مهمته الأساسية في تسويق مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع المفتعل للصحراء مع ما يستتبع ذلك من قدرة على التوقع والاستباق لإبطال مناورات اللوبي الانفصالي المتحرك بقوة بنيويورك . قبل سنة و بمناسبة إفتتاح الدورة الخريفية للبرلمان أسهب جلالة الملك في التأكيد على أهمية و راهنية و حساسية الظرفية التي تجتازها القضية الأولى للمغاربة . جلالته شدد في خطاب تاريخي و بصيغ و عبارات دالة و صريحة على مسؤولية جميع المغاربة أحزابا و هيئات و أجهزة رسمية في التعبئة و اليقظة و الانخراط في المعركة المصيرية للشعب المغربي و إستشعر بحس المسؤولية المتيقظة دوما بمسؤولية المنعطفات الحاسمة التي ستشهدها قضية الوحدة الترابية و دعا الجميع الى التحلي بالوطنية و الكفاءة اللازمين لمواجهة التحديات المرتقبة مسلحين بعدالة القضية الأولى للمغاربة و بقوة الموقف المغربي. السيد عمر هلال الذي أمضى أكثر من عقد من الزمان بجنيف يعي جيدا تفاصيل كل أعطاب ديبلوماسية بلادنا التي أحال على بعضها مباشرة أو بالتلميح جلالة الملك وعلى رأسها ضرورة أخد زمام المبادرة لمواجهة مناورة خصوم الوحدة الترابية و عدم الاكتفاء بردات الفعل بل يتوجب التحلي بسلوك استباق الأحداث والتفاعل الإيجابي معها للتمكن من إرباك حسابات الخصم بدل إنتظارمبادرته بالتحرك المتأخر . جلالة الملك أوصى أيضا في رسالته السامية الى ندوة سفراء المملكة التي إلتأمت صيف السنة الماضية بالرباط ممثلي المملكة بعواصم العالم الى ضرورة التصدي، بكل حزم، للمناورات والمحاولات اليائسة و القائمة على الافتراء والتضليل التي ما فتئ يشنها خصوم وحدتنا الوطنية والترابية. السيد هلال مسلحا بتجربته الموفقة في جنيف و كفائته المشهودة في التصدي لمزاعم نظام الجزائر و مناوراته بجنيف يدرك أن أمامه مهمة لا تقل حساسية و خطورة لأنه سيكون في نيويورك في مواجهة أذرع شبكة أخطوبية تحركها أموال النفط الجزائري و تتحين فرصة أية لحظة تراخي لنفث سمومها المعادية للمملكة في أروقة و كواليس الأممالمتحدة . السيد هلال حاليا أمام أول محك و إختبار حقيقي لحنكته الديبلوماسية مع إستعداد مجلس الأمن بعد غد في مناقشة الوضع في الصحراء تمهيدا لاصدار قرار جديد . لا يساورنا شك في أن ممثل المملكة الجديد و الدائم بالأممالمتحدة يمتلك ما يكفي من الرصيد و اليقظة لخوض معركته الأولى بيقظة ووطنية و كفاءة .