أكد خبراء سياسيون أن تراجع شعبية الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليست بالأمر المفاجئ وأن سياساته التعنتية بخصوص الأزمة الأوكرانية، تسببت بخيبة أمل لدى الأمريكيين. وذكرت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية أنه في نفس الوقت التي عملت فيه الأزمة الأوكرانية على خفض مستوى شعبية أوباما، فإنها عملت على الصعود بأسهم بوتين للسماء، حيث بلغت مؤخرا أعلى مستوى لها على الإطلاق. وقال مقدم برنامج "كروس توك" بقناة "روسيا اليوم"- في حوار أجراه مع "نوفوستي"- إن " السياسة الخارجية أصحبت عبئ ثقيل جدا على أوباما في فترته الرئاسية الثانية، وأن 60% من الأمريكيين لا يوافقون على سياساته في مجال السياسة الدولية، كما أنه على ما يبدو ليس على علم ويفتقر المعرفة بالشؤون العالمية، وأنه سلم حقيبة الشؤون الخارجية لمجموعة من الهواه،مشيرا إلى – سامانثا باورز، سوزان رايس وبن رودس، وغيرهم من خدموا إدارة الرئيس الأمريكي بشكل سيء. وأشار لافيلي إلى أن التشويهات الإعلامية للأحداث الأخيرة في أوكرانيا والعلاقات مع روسيا قوضت إمكانية وجود سياسة متماسكة صادرة من البيت الأبيض، وأن الإعلام كله وبشكل كبير يعمل فقط على معادة كلا من روسيا وبوتين، وأن أوباما حقا في مأزق- إما التفاعل مع هذه الإعلام العدواني أو أن ينظر على أنه ضعيف. أوباما، كالمعتاد، سيظل يتفاوض وسيخيب الجميع، مشيرا إلى أن الشعب الأمريكي قد أرهق من إرتباطاته الأجنبية التي لا تعم بأي فائدة عليهم". وأظهر استطلاع مركز جي إف كي التابع لأسوشيتد برس أن 57 بالمائة من الأمريكيين لا يوافقون على تعامل أوباما مع الوضع في أوكرانيا و54 بالمائة غير راضون عن طريقة تعامله مع روسيا .. كما أنه وفقا لإستطلاع اخر أجرته قناة "سي بي سي نيوز"، أظهر أن 43 من الأمريكيين يعتقدون أن صورة الولاياتالمتحدةالأمريكية ازدادت سوء منذ تولي أوباما منصبه، بزيادة عن عام 2009، عندما قال 60 بالمائة أن صورة البلاد قد تحسنت. على الجانب الاخر، بينت استطلاعات الرأي المستقلة يوم الأربعاء ان شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصلت ل 80 بالمائة، وأن غالبية الروس يرون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح.. كما بين استطلاع رأي اخر أجراه مركز" ليفادا" ازدياد التأييد الشعبي للزعيم الروسي بنسبة 8% منذ خطاب بوتين أمام البرلمان بخصوص شبه جزيرة القرم. كما قال رئيس مركز المعلومات السياسية الكسي موكيين " أن أسهم بوتين سوف تستمر في النمو "تحت الضغط الهيستيري من الغرب، مشيرا إلى أن العقوبات الاقتصادية والضغوط الأخرى ستعزز من موقف التأييد لبوتين في روسيا وستكون في صالحه". إنتقالا للمحلل السياسي الكسندر كونكوف إعتقاده أن الأزمة الأوكرانية كانت بمثابة الفشل السياسي لأوباما والنجاح لبوتين، مشيرا إلى أن أوباما دخل البيت الأبيض وفي نيته إنهاء جميع الحملات العسكرية لبلاده في الخارج.