احتضنت القاهرة اجتماعا لخمس دول عربية مطلة على البحر الاحمر، لبحث ازمة القرصنة في خليج عدن ، وهي ازمة باتت تشكل تهديدا مباشرا للمصالح المصرية ، اذ انها تؤدي الى انخفاض حركة مرور السفن في قناة السويس. وعقد الاجتماع على مستوى كبار المسؤولين في وزارات خارجية مصر والسعودية واليمن والاردن والسودان. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية ، حسام زكي ، في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط، ان ""مصر تدرس كل الخيارات للتعامل مع أزمة القرصنة التي تصاعدت مؤخرا"", مشددا على ان ""كل الخيارات مفتوحة"". واكد ان مصر ""تدرس كافة الاحتمالات وما يمكن اتخاذه من اجراءات, وما اذا كنا سنكتفي بالانضمام الى الجانب السياسي والدبلوماسي، ام نصعد ونستخدم اجراءات اخرى، او ندخل فى خيارات اخرى"". واضاف زكي ""ان كل الخيارات امام مصر مفتوحة وخياراتها لا تقتصر على اسلوب واحد فى معالجة هذه الأزمة لأنها تؤثر على حركة الملاحة من والى البحر الأحمر، وهو ما تسبب فى خوف البعض من المرور فى هذه المنطقة واللجوء الى طرق بحرية بديلة"", في اشارة الى ان العديد من السفن باتت تتجنب الان المرور في البحر الاحمر ، وبالتالي في قناة السويس، وتسلك طريق راس الرجاء الصالح لانه اكثر امنا. وتعد قناة السويس واحدة من المصادر الرئيسية الاربعة لدخل مصر من العملات الاجنبية ؛ وبلغ دخلها2 ,4 مليار دولار في السنة المالية2006 / 2007 . وتمر عبر قناة السويس5 ,7 % من حركة التجارة الدولية. وتطرق المتحدث باسم الخارجية المصرية الى امكانية القيام بعمل عسكري في خليج عدن، وقبالة السواحل الصومالية لتامين الملاحة في البحر الاحمر, فقال ان الدول التي ""لديها القدرة على القيام بمثل هذا العمل هي أوروبا ، والولايات المتحدة ، وبعض الدول الآسيوية الكبرى، ولكن الهدف المصري هو ان نصل الى وسيلة نؤمن بها هذه المنطقة ، وهذا يتطلب جهد مشترك بين كل الدول ، وأولها دول المنطقة لأنها معنية بشكل مباشر بهذا الموضوع"". وتابع ان ""مصر تقود الجهد مع الدول العربية المطلة على البحر الأحمر للتشاور, ثم نرى بعد ذلك الخطوة التالية"", مشيرا الى ان ""الهدف هو تأمين للمصالح المصرية بكل الخيارات المتاحة"". ووافق الاتحاد الاوروبي ، مطلع الأسبوع، على اول عملية بحرية في تاريخه ، للتصدي للقرصنة المتصاعدة قبالة الصومال وفي خليج عدن, حسب ما اعلنت الرئاسة الفرنسية للاتحاد. وستتألف القوة من سبع سفن على الاقل, بينها ثلاث فرقاطات، وسفينة امداد ، معززة بطائرات بحرية، ستسير دوريات. وكان وزير الخارجية اليمني، ابو بكر القربي, الذي تتراس بلاده مع مصر الاجتماع, شكا ، الاسبوع الماضي، من الوجود البحري المتعدد الجنسية عند مدخل البحر الاحمر للتصدي للقراصنة الصوماليين ، معتبرا انه يشكل خطرا ""على الامن القومي العربي، ويمثل مقدمة لتمرير مشروع تدويل مياه البحر الاحمر"".