يبدو أن سفير فرنسا بواشنطن السيد فرانسوا ديلاتر له عشيقات كثر، يقضي مع كل واحدة منهن ليلة رغم أنه غير مغرم بأية واحدة منهن، إنه يفعل لقضاء حاجة جنسية حيوانية مدفونة في أعماقه. المثال الذي استعمله المسؤول الديبلوماسي الفرنسي لتجسيد واقع حال العلاقات بين بلاده فرنسا والمغرب يؤشر على أن الرجل يتحدث من موقع التجربة والممارسة في علاقته مع النساء، لذلك لن نجازف في شيء إذا قلنا إن السفير الفرنسي تحدث بما يختلج في دواخله. ثم إن المسؤول الديبلوماسي تحدث في قضية تهم العلاقات بين بلدين على أساس نظرة احتقارية ودونية للمرأة التي لا تصلح في نظر المسؤول الفرنسي إلا للممارسة الجنسية دون أن تكون تستحق حتى درجة الحب. يسجل للمسؤول الديبلوماسي الفرنسي سبقه في استعمال الإيحاءات الجنسية الرديئة في مجال لا يحتمل تماما هذا التوطين السيء، بقدر ما يحتاج إلى لغة ديبلوماسية راقية، تليق بحضارة الشعوب وتقيم الانتماء إلى مجتمع دولي يسعى إلى الرقي باختيارات الشعوب، وحديث السفير الفرنسي باستعمال الإيحاءات الجنسية الرخيصة قد تقود إلى التساؤل من يكون المعشوق ومن تكون المعشوقة فيما ذهب إليه، وعما إذا كان السفير الفرنسي في مستوى ما ذهب إليه، أم أنه لا يعدو واحدا من الذين يبحثون عن الزواج من رجل، وهو القانون الذي سنته حكومة وبرلمان بلاده في الأشهر القليلة الماضية. لم نكن لنهتم بما حدث، وما كنا بحاجة إلى إصدار بيان من وزارة الخارجية المغربية، فالكلام تافه وصادر عن رجل تافه، لكن المثير أن يكون ما حدث صادر عن دولة تحرص كل الحرص على أن يعطينا مسؤولوها الدروس في الممارسة السياسية.