أعلن رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما أن نيلسون مانديلا أول رئيس أسود وأيقونة النضال العالمي ضد نظام الميز العنصري توفي مساء امس الخميس بمنزله بهوتون (قرب جوهانسبورغ) عن سن الخامسة والتسعين بعد مرض طويل. وصرح جاكوب زوما في كلمة تم بثها على شاشة التلفزة مباشرة على الهواء قائلا "الرئيس السابق نيسلون مانديلا رحل عنا (...) ويرقد الآن بسلام . الأمة فقدت ابنها البار". وأضاف "رحل عنا في سلام (...) شعبنا فقد أبا" معلنا عن تنكيس الأعلام انطلاقا من يوم غد الجمعة إلى غاية الانتهاء من مراسيم الجنازة التي لم يعلن عن تاريخها. وقال "نعبر عن امتناننا العميق لحياة سخرت لخدمة سكان هذا البلد والقضية الإنسانية (..) إنها لحظة حزن عميق (...) ستظل في قلوبنا إلى الأبد ماديبا". وكان نيلسون مانديلا¡ الحائز على جائزة نوبل للسلام دخل في 8 دجنبر 2012 أحد مستشفيات بريتوريا بعد إصابته بتعفن على مستوى الرئة وخضع أسبوعا بعد ذلك لعملية جراحية. وبالنسبة لغالبية الجنوب إفريقيين فإن نيلسون مانديلا لم يمت بل عاد إلى بيته. ففي ثقافة الزولو عندما يموت إنسان متقدم في السن يعتقد الناس أنه عاد إلى بيته. وبعد ثماني عشر يوما بالمستشفى تم السماح لمانديلا بالمغادرة لتلقى العلاج في بيته الكائن بإحدى ضواحي جوهانسبورغ. وحسب وسائل الإعلام المحلية فإن نيلسون مانديلا المناضل الأكثر شهرة في مسلسل الكفاح ضد الميز العنصري¡ كان يبدو واهيا على نحو متزايد خلال ظهوره أمام الملأ. ويعود أول ظهور له إلى حفل اختتام كأس العالم الأخير بجوهانسبورغ في 2010. وقد ولد نيلسون مانديلا سنة 1918 بمدينة مفيزو وتولى رئاسة جنوب إفريقيا ما بين 1994 و1999¡ وهو أول رئيس جنوب إفريقي وصل إلى السلطة عن طريق انتخابات ديمقراطية. وأصبح مانديلا أيقونة عالمية للمصالحة والعفو بعد إطلاق سراحه قبل 22 سنة في 11 فبراير 1990. ورغم الإرث الثقيل الذي خلفه نظام الميز العنصري¡ انخرط مانديلا في البناء الديمقراطي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي لجنوب إفريقيا وعمل على الاستجابة للحاجيات المستعجلة للسكان السود والتخفيف من مخاوف الجنوب إفريقيين من أصول غير إفريقية. وقد أصبح نيلسون مانديلا شخصا مقدسا في بلده حيث أن صوره وتصريحاته حاضرة بقوة في العديد من الشوارع¡ كما تم تحويل منازله القديمة إلى متاحف.