أشاد جلالة الملك محمد السادس بالتدبير الجماعي لمدينة فاس،وهي إشادة في الواقع بالتجربة الناجحة لحزب الاستقلال في تسيير المجلس الجماعي لمدينة فاس ، تحت قيادة أمينه العام الأستاذ حميد شباط ، الذي سبق أن أطلق عليه جلالته مناضل القرب. وتضمن الخطاب الملكي العديد من الرسائل والإشارات المنتقدة للحكومة وللمنتخبين الجماعيين، على حد سواء. وأكد جلالة الملك ، في خطابه السامي ليوم الجمعة 11 أكتوبر 2013 ،بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة،أن مدينة فاس إلى جانب مدينة مراكش استطاعت أن تحقق العديد من المنجزات والحاجيات الأساسية لفائدة السكان،وأبرز جلالته مدينة فاس تمكنت من تحقيق نسبة 100 في المائة بالنسبة لخدمة التطهير،سواء على مستوى الربط بقنوات الصرف الصحي، أوعلى مستوى تصفية المياه المستعملة. وتعتبرشهادة جلالة الملك شهادة تقدير كبيرة يعتز بها حزب الاستقلال وفي نفس الوقت مسؤولية تطوقه من أجل بذل المزيد من الجهود للنهوض بالتدبير الجماعي وتحقيق انتظارات المواطنين. وجاءت إشادة جلالة الملك بمدينة فاس، في سياق حديثه عن الأوضاع المزرية التي تعيشها مدينة الدارالبيضاء ، بخصوص الحاجيات الأساسية التي من المفروض أن توفر للمواطنين، حيث ذكر جلالته بطبيعة أسلوب التدبير المعتمد من قبل المجالس المنتخبة، التي تعاقبت على تسييرها والصراعات العقيمة بين مكوناتها، وكثرة مهام أعضائها، وازدواج المسؤوليات رغم وجود بعض المنتخبين الذين يتمتعون بالكفاءة والإرادة الحسنة والغيرة على مدينتهم، وأكد جلالته أن المشكل الذي تعاني منه العاصمة الاقتصادية يتعلق بالأساس بضعف الحكامة،وهي الوضعية التي يتحمل فيه المسؤولية حزب العدالة والتنمية، يشكل العمود الفقري في هيكلة مجلس المدينة ، الذي يدبر الشأن الجماعي بالعاصمة الاقتصادية. وأشار جلالة الملك إلى إنه بالرغم من أن ميزانية المجلس الجماعي للدار البيضاء تفوق بثلاثة إلى أربعة أضعاف تلك التي تتوفر عليها فاس أو مراكش مثلا، فإن المنجزات المحققة بهاتين المدينتين في مجال توفير وجودة الخدمات الأساسية تتجاوز بكثير ما تم إنجازه بالدارالبيضاء. وأضاف جلالة الملك أن خير مثال على ذلك، ما يعرفه مجال التطهير من خصاص كبير، بحيث تظل المنجزات محدودة وأقل بكثير من حاجيات السكان، مقارنة بما تم تحقيقه بالرباطوفاسومراكش ومدن أخرى.وهو ما تعكسه، على الخصوص، نسبة تصفية المياه المستعملة، التي تبقى ضعيفة جدا، إذ لا تتجاوز 45 بالمائة بالدارالبيضاء، في الوقت الذي تم الإعلان عن التطهير الكامل لمدينة الرباط، بنسبة بلغت 100 بالمائة، سواء في كما تصل النسبة في هذا المجال إلى 100 بالمائة، بكل من فاسومراكش. إن هذا الوضع المعقد يتطلب تشخيصا عاجلا، يحدد أسباب الداء، وسبل الدواء. ذلك أن تقدم المدن لا يقاس فقط بعلو أبراجها، وفساحة شوارعها، وإنما يكمن بالأساس، في توفير بنيتها التحتية، ومرافقها العمومية، وجودة نمط العيش بها.