خلف حدث تشكيل الحكومة الجديدة ردود فعل غاضبة جدا حتى داخل صفوف حزب الأستاذ عبد الإله بن كيران، وجسدت ردود الفعل هذه خيبة الآمال العارمة التي اجتاحت جميع الأوساط السياسية والشعبية والإعلامية، وجسدت ردود الفعل التي غطت شبكة التواصل الاجتماعي طيلة اليومين الماضيين ما نقول. فقد جاءت الحكومة مثقلة جدا بالأسماء التي وصل عددها إلى 39 وزيرا ووزيرة، مما يعني أنه عكس ما قيل فإن المفاوضات حول أعداد المناصب لكل حزب والأسماء المرشحة لذلك هيمنت على سير هذه المفاوضات والتي ارتكزت على منطق توزيع الغنيمة وتقسيم الكعكة، ويلاحظ أن عدد وزراء حكومة بن كيران الثانية يفوق عدد الوزراء في فرنسا بل وحتى في الصين. حكومة بن كيران الجديدة تتميز بحضور لافت للتكنوقراط حيث قبل بن كيران التفريط في قطاعي الداخلية والتربية الوطنية والتكوين المهني، وفسح المجال لأكبر عدد من الولاة. كما أنه تعمد تفتيت القطاعات لاستيعاب أكبر قدر من الأسماء. حضور المرأة في هذه الحكومة كان باهتا وظالما أيضا، فبيد أن عدد الوزراء وصل إلى 39 وزيرا فإن عدد الوزيرات لم يتعد ست حقائب، وفي وزارات يمكن أن نشبه غالبيتها بنصف وزارة وغالبيتهن وزيرات منتدبات بل إن واحدة منهن دون حقيبة ولا شغل حتى. ومقارنة مع الحكومة السابقة التي تشكلت سنة 2007 يتضح الفرق الشاسع من حيث العدد حيث كان سبع وزيرات من أصل 31 وزيرا، وكن يشغلن قطاعات رئيسية من قبيل الشبيبة والرياضة والصحة والثقافة والطاقة والمعادن والتعليم، وهي قطاعات استراتيجية، بيد أن بن كيران تعمد إهانة المرأة بأن منح غالبية الوزيرات الحالية أنصاف قطاعات. حكومة بن كيران الجديدة أكدت رضوخا كاملا لبن كيران لشروط عدو الأمس صلاح الدين مزوار، الذي حصل حزبه على ثمان حقائب وزارية وزاد بأن أجبر مزوار غريمه بن كيران على طرد العثماني من وزارة الخارجية، وأبرم بن كيران بذلك صلحا وأعلن توبة عما قاله هو ورفاقه في الحزب في حق مزوار وفي حق أقطاب أخرى من نفس الحزب. حكومة بن كيران الجديدة أعادت الاعتبار ل G8 التي دخل كثير من وجوهها البارزة الحكومة معززين محمولين فوق أكتاف بن كيران وجماعته. تفاصيل مثيرة في صفحاتنا الداخلية