تعهدت إسبانيا عقب الاجتماع الذي ضم كلا من الشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية وكاتب الدولة الإسباني في الأمن فرانسيسكو مارتينيز يوم الإثنين المنصرم بالرباط على تقديم الدعم للمغرب لترحيل المهاجرين غير الشرعيين الموجودين فوق التراب المغربي خاصة الأفارقة القادمون من بلدان جنوب الصحراء. وسيتم ذلك في إطار سياسة واستراتيجية شاملة تجمع كلا من الرباطومدريد والمنظمة العالمية للهجرة، حتى تتم هذه العملية في ظروف قانونية وحسب المعايير الدولية. وكان المغرب خلال السنوات المنصرمة قد تلقى انتقادات واسعة من طرف المجموعة الدولية وأساسا على الطريقة التي كان يرحل بها المهاجرون الأفارقة من المغرب ، وكانت إسبانيا وبدافع مزايدات سياسية هي أول من وجه الانتقادات إلى المغرب سواء عبر قنواتها السياسية أو الإعلامية التي نقلت صورا لهؤلاء المهاجرين المحملين في حافلات في اتجاه الحدود الجنوبية المغربية. وقد دفعت تلك الانتقادات المغرب إلى التخفيف من عمليات الترحيل. وباتت إسبانيا بعد ذلك هي أول بلد متضرر، بعد تكرار عمليات اقتحام ممري سبتة ومليلية المحتلتين من طرف المئات من المهاجرين لم يستطع رجال الأمن أن يواجهوهم وبات ذلك مشكلا مؤرقا بالنسبة لإسبانيا. وتنسجم الخطة التي سيجري تطبيقها مع الإجراءات في مجال الهجرة التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس والتي تقوم بالأساس على احترام حقوق المهاجرين كما أقرتها المنظمات الدولية ومع شراكة التنقل التي وقعها كل من المغرب والاتحاد الأوروبي في السابع من شهر يونيو المنصرم. ويقوم البرنامج المقترح على تقديم دعم مالي ولوجيستي من طرف إسبانيا والمنظمة العالمية للهجرة ويصل الغلاف المالي لمساهمة إسبانيا في هذه العملية 200 ألف يورو لتغطية مصاريف عودة المهاجرين عن طريق شراء 400 بطاقة سفر لهؤلاء المهاجرين. وكانت جهات إسبانية قد اتهمت المغرب بالتساهل مع المهاجرين خاصة أولئك الذين يقتحمون ممري سبتة ومليلية المحتلتين وذلك من أجل مزيد من الدعم الأوروبي للمغرب، لمحاربة الهجرة، هذا في الوقت الذي حيى فيه السيد مارتينز جهود القوات العمومية المغربية في محاربة ظاهرة الهجرة. حيث تم تسجيل تراجع كبير في الهجرة غير الشرعية إلى إسبانيا. ومن أجل إعطاء مزيد من الدعم إلى هذه الجهود فإنه من المنتظر عقد لقاء في هذا الإطار في 3 من نوفمبر المقبل في مدريد وذلك في إطار مناظرة ستعقد تحت شعار »تدبير الحدود وذلك من أجل مزيد من تعميق الجهود وتكثيفها لمحاربة الهجرة غير الشرعية«.