ترأس الأخ حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال الدورة الثالثة للجنة المركزية مساء يوم السبت 5 أكتوبر 2013 ، بالمركز العام للحزب ، حيث تضمن جدول أعمال هذه الدورة تقديم العرض السياسي للأخ الأمين العام وعرض آخر قدمه الأخ لحسن فلاح حول خارطة طريق التي أعدتها لجنة خاصة بخصوص برنامج عمل الحزب في موقع المعارضة . وكان الأخ الأمن العام قد تراس في نفس اليوم اجتماع مجلس المفتشين ، والذي خصص هو أيضا لمناقشة مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية في إطار الظرفية الصعبة التي تعرفها بلادنا بالإضافة إلى الجوانب التنظيمية للحزب . وتحدث حميد شباط ، في البداية، عن نتائج الانتخابات الجزئية التي جرت في دائرة مولاي يعقوب والتي تفوق فيها حزب الاستقلال بفضل العمل الكبير الذي قام به المناضلون الاستقلاليون طيلة الحملة الانتخابية، وأيضا بفضل الوعي الكبير في أوساط المواطنين الذين اكتشفوا خدع تجار الدين الذين يبيعون الأوهام ويقدمون الوعود الكاذبة . وأشار حميد شباط إلى أن هذه الانتخابات عرفت متابعة إعلامية مكثفة على الصعيدين الوطني والدولي ، بالرغم من طابعها الجزئي، لأنها كانت في الواقع نزالا بين حزبين: الأول يتمسك بالسلطة والكراسي ، حتى وإن كان ذلك على حساب مصلحة الوطن ، والثاني تخلى عن المناصب الحكومية و اختار الاصطفاف مع الشعب في مواجهة الظلم والطغيان والزيادة في الأسعار والدفاع عن استقرار وتنمية الوطن . وأكد الأمين العام لحزب الاستقلال أن الشعبية الوهمية التي كان رئيس الحكومة يدعي امتلاكها لوحده، قد تبخرت بعد القرارات الخطيرة التي اتخذها بشكل مجاني ضد الشعب المغربي، مبرزا أن نتائج الانتخابات الجزئية في الدائرة النيابية لمولاي يعقوب التي أعطت فوزا مستحقا لحزب الاستقلال الذي يتموقع في خندق الأغلبية الشعبية، كانت رسالة واضحة للسيد عبدالإله بنكيران من أجل الابتعاد عن الأوهام التي يتشبث بها ، والتحلي بالتواضع والعودة إلى عهده السابق كمناضل بسيط يمثل حزبا سياسيا، وليس حركة دعوية تصبغ على نفسها طابع القداسة، مشددا على ضرورة التمييز بين الحزب السياسي والحركة الدعوية ، حيث لا يمكن قبول الدمج بينهما ، لأن ذلك يخالف القوانين الجاري بها العمل . وأوضح حميد شباط أن نتائج الانتخابات الجزئية ، تؤشرعلى بداية انهيار امبراطورية بنكيران التي كان يتوهمها، بحيث أن الشعب المغربي يئس من خطاباته وأقواله المتناقضة مع أفعاله ، وخير دليل على ذلك هو اللقاء الباهت الذي عقده أخيرا في جماعة عين الشقف ، حيث كان الحضور بئيسا جدا، انعدم معه تجاوب المواطنين مع الخطاب الديماغوجي لتجار الدين ، بل إن الأمر وصل إلى المواجهة مع الشباب الذين ملوا من الوعود الكاذبة . و أضاف أن الشعب ألحق ببنكيران شر هزيمة بهذه الدائرة التي كان يعتبرها من قلاعه المحصنة ، بالرغم من أنه استعان بوزرائه وأكثر من أربعين برلمانيه واستغل تجهيزات الدولة، حيث كانت الحكومة حاضرة بقوة ،مبرزا أنه من الناحية الأخلاقية كان عليه ألا يدعم مرشحا ضد آخر، لأنه كرئيس حكومة يمثل الجميع ، مشيرا إلى المواطنين طالبوا بنكيران بالعمل على محاربة السكن غير اللائق بالدائرة التي هو نائب فيها ، عوض تقديم الوعود الكاذبة في دائرة مولاي يعقوب ، وأضاف حميد شباط قائلا إن الوزير المنتدب المكلف بالمزانية في الأقلية الحكومية تلقى صفعة قوية من المواطنين ، بعدما حاول الدفاع عن نظام المقايسة ، مدعيا أنه يهدف إلى توفير الموارد لتقديم الدعم المالي المباشر للأرامل والمطلقات ، وهو ما دفع بالمواطنين إلى الاحتجاج عليه باعتبار أن خطابه يشجع على تطليق الأزواج من زوجاتهن. وأبرز حميد شباط أن الوقائع والمعطيات تثبت جهل رئيس الحكومة للقانون المغربي الذي كان من المفروض أن يسهر على احترامه ، وظهر ذلك بشكل جلي خلال السماح بحضور أعضاء من حركة حماس الفلسطينية في الحملة الانتخابية السابقة في الدائرة التي أعيد انتخابها لهذا السبب ، مضيفا أن رئيس الحكومة يخلط الأوراق ،ويستعمل خطابا مزدوجا ومتناقضا، حيث ينسى مسؤوليته كرئيس للحكومة، ويواصل الحديث باسم الحزب الذي يرأسه مستعملا خطاب الضحية والمظلومية ، فيطعن في نزاهة الانتخابات وهو الذي يشرف عليها ويعتبر أن الذين صوتوا على مرشح حزبه هم الأشراف وكأن المواطنين الذين صوتوا على حزب الاستقلال وعلى الأحزاب الأخرى من غير الأشراف ،وهو أسلوب تحقيري واضح يعاقب عليه القانون ، كما أنه سبق أن صرح بشكل علني أن مدينة فاس ينعدم فيها الأمن ، في حين أنه هو المسؤول عن توفير الأمن والاستقرار للمواطنين ،وأكد الأمين العام لحزب الاستقلال أنه إذا كانت هناك فعلا خروقات في الانتخابات وانعدام الأمن ، فالأولى أن يقدم رئيس الحكومة استقالته لأنه مسؤول عن الفساد والتزوير ومسؤول عن غياب الأمن. وأكد حميد شباط من جديد ،أن حزب الاستقلال لا تهمه المقاعد البرلمانية ولا الحقائب الوزارية بقدر ما يهمه مستقبل الأجيال المقبلة وضمان استقرار وأمن البلاد وتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين مستوى عيش المواطنين في إطار دولة القانون والمؤسسات، مبرزا أن الحزب ظل وفيا لمبادئه متشبثا بثوابتها المتمثلة في الإسلام والملكية والوحدة الترابية ، وأنه يفتخر بمرجعيته الإسلامية ، ولكنه لم يسبق له أن تاجر بالدين ولم يكفر أحدا لأنه لم يصوت عليه في الانتخابات ، ولم يستعن بالأجانب في حملته الانتخابية لربح مقعد برلماني، مضيفا أن الإسلام الذي يعتمد عليه الحزب هو إسلام الوسطية والاعتدال إسلام السلف الصالح الذي كان الزعيم علال الفاسي أحد أعمدته الأساس،، وليس إسلام السلفية الجهادية التي تعتمد على القتل والذبح والإرهاب وهو ما يتعارض مع مبادئ وقيم الإسلام السمحة. وقال إن الذين يخافون من قوة حزب الاستقلال يروجون الإشاعات والدعاية الكاذبة ضده ، بالتركيز على الجوانب الشكلية ، فمرة يدعون أن حزب الاستقلال حكومي ولا يبحث سوى عن المزيد من المناصب الحكومية، في حين أنه طيلة حوالي 80 سنة من تاريخه النضالي قضى في خندق المعارضة ستين ستة من الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي والاستعمار الجديد، متصديا لجميع التوجهات السياسية والاختيارات الاقتصادية التي تتوخى الإضرار بمصالح الشعب المغربي، مناضلا من أجل بناء الدولة المغربية المستقلة الديمقراطية، الضامنة للعدل والمساواة والعيش الكريم لكافة المواطنين المغاربة ، ومرة أخرى يستهينون بالمسيرات الاحتجاجية ضد الغلاء والزيادة في الأسعار ، ويستهزئون من حضور الحمير في مسيرة الرباط ، وتجاهلوا أن الأمر يتعلق ب57 مسيرة شعبية على الصعيد الوطني ضد سياستهم اللاشعبية ، وهي التظاهرات التي لم يكن بالإمكان تنظيمها إلا من قبل حزب منظم وكبير مثل حزب الاستقلال ، كما نسوا أن الكثير من الدول بما فيها تلك المتقدمة استعانت بهذا الحيوان الذي يرمز إلى الصبر والتحمل ، في الكثير من المظاهرات ، ونسوا أيضا أن الحمار قدم للإنسانية ،عبر التاريخ ، خدمات جمة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية ، وفي نقل السكان والبضائع والاستعانة بها في الأنشطة الفلاحية وفي عدد من الحرف والمهن ، وهو أمر معروف لدى جميع المواطنين في مختلف المناطق بالمغرب ، وأوضح شباط أن الجاهلين الذين لا يؤمنون بالبشر والحيوان والحجر ، يحاولون الإساءة لأي عمل إيجابي، والإشادة بأي عمل سلبي ، ووصل به الأمر إلى الدفاع عن قرارات الزيادة في أسعار المحروقات والمواد الأساسية والهجوم على جيوب المواطنين بدعوى مواجهة العجز المالي ،بالرغم من وجود بدائل تمكن من تحقيق موارد مالية مهمة وانتقل حميد شباط إلى الحديث عن الدينامية التظيمية التي يعرفها الحزب بعد محطة المؤتمر السادس عشر ، مشيرا إلى أن القيادة الجديدة راكمت حصيلة نوعية وإيجابية جدا في جميع الأنشطة والمبادرات النضالية ، داعيا إلى مواصلة هذه الدينامية بتسريع وتيرة تجديد الأجهزة والتنظيمات الحزبية على الصعيدين المحلي والجهوي ، وذلك عبر العمل على تجديد فروع الحزب الموجودة وتأسيس فروع جديدة والحرص على انعقاد كافة الأجهزة والتنظيمات مع احترام قوانين الحزب تماشيا مع الشعار الذي أطلقته القيادة والذي جعل من السنة 2013 سنة للتنظيم ، مضيفا أن العمل جاري من أجل عقد المؤتمرات المتعلقة بمختلف الروابط خلال الشهر الجاري ، عبر برنامج محكم ، مؤكدا أن الروابط المهنية تشكل مشتلا حقيقا للأطر والكفاءات الحزبية وهي بمثابة مكاتب للدراسات تقدم للحزب الخبرة ولاستشارة في مختلف القطاعات ، مبرزا أن الحزب يتوفر على جميع الإمكانيات التنظيمية التي تؤهله لاحتلال الموقع المتقدم في المشهد السياسي . وتحدث الأمين العام لحزب الاستقلال عن النجاح الكبير الذي حققه المهرجان الوطني للشباب والطلبة الذي نظمته الشبيبة الاستقلالية، والذي توج بعقد ثلاث مؤتمرات لثلاث تنظيمات شبيبية تمكنت من تجديد هياكلها ، انطلاقا من توجهات القيادة الجديدة التي تشدد على عدم مراكمة المسؤوليات .