كما هو معلوم نشرت جريدة وطنية على صفحاتها الأولى قضية تلميذ ينحدر من الجماعة القروية أفورار بإقليم أزيلال الذي غرد بعبارة قال فيها:» سأقتل رئيسكم وكل المتواجدين في بيته، هذا ما سأفعله حين سأصل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية الشهر القادم». هذه العبارات استنفرت الأجهزة الأمنية بالمغرب بمدينة الدارالبيضاء، وكذا الأنتربول، و تنويرا للرأي العام كان لزاما علينا الاتصال بوالدي التلميذ سفيان اسماعيل، البالغ من العمر 18 سنة المعتقل منذ أواسط شهر رمضان الماضي بسجن عكاشه بالعاصمة الاقتصادية، وذلك لمعرفة ملابسات الملف. في هذا السياق انتقلنا مساء يوم الأحد 22 شتنبر 2013 إلى دوار تكانت بأفورارعلى بعد كيلومترين من المركز، حيث تقطن عائلة التلميذ بمحاذاة دوار الرجم، وسألنا عن الوالد أحمد، الذي ينحدر من دوار أيت مراس بتنانت بنفس الإقليم، والعامل في مجال البناء، إلا أنه لحظتها كان غائبا عن المنزل بورش للبناء ببين الويدان. ولم يبخل علينا خاله محمد أدراز الذي يقطن بجوارهذا الأخير بما يفيد القضية و أكد لنا أن ابن أخته اسماعيل حصل على البكالوريا السنة الماضية في سلك علوم الحياة والأرض بميزة مستحسن من ثانوية سد بين الويدان التأهيلية بأفورار، وأن عائلته تتكون من الوالدين وثلاث أبناء أكبرهم بنت، وأضاف أن الفتى كان في شهر أكتوبر 2011 يلعب بهاتفه النقال وهو في طريقه إلى مركز البلدة فبعث الرسالة أعلاه دون قصد ولم يكن يدري العواقب، إلا أنه في ثالث مارس 2013 حل بمنزل العائلة رجلا أمن من الدارالبيضاء مرفوقين بدركي من سرية الدرك الملكي لأفورار، و كانت حينها والدة اسماعيل لوحدها بالبيت فتم تفتيش أغراض الطفل الشخصية بإحكام وتمت مرافقة والدته مليكة الدراز للمركز بالبلدة لاستكمال البحث معها حول الحياة الشخصية لولدها، علما أن المحققين عثروا على حاسوب يدوي فقاموا بأخذه رغم أن مليكة صرحت لهم أنه يعود للبنت «س»، حينها قام أحد رجلي الأمن الوطني بمدها برقم هاتفه النقال للاتصال به لاسترجاع الحاسوب بعد استكمال التحقيق. وحينما حلت عطلة أبريل للسنة المنصرمة قام اسماعيل بالاتصال بهذا الأخير» رجل الأمن» واستقل الحافلة في اتجاه الدارالبيضاء وهناك خضع للبحث وعاد خاوي الوفاض، فرجع للمرة الثانية إبان العطلة الصيفية ليخضع مرة أخرى للبحث لمدة يوم واحد، وفي شهر رمضان المنصرم عاد إلى الدارالبيضاء ومكث - يضيف خاله محمد - أربعة أيام لدى رجل الأمن الوطني، وبعد استكمال البحث تم تقديمه في حالة سراح إلى النيابة العامة التي أمرت باعتقاله يوم الجمعة 20 شتنبر 2013، ليتم تقديمه لسابع مرة للمحاكمة، حيث أجل الملف إلى جلسة 27 شتنبر الجاري. ونفى اسماعيل أن يكون متطرفا، أو له علاقة بتنظيم معين، بل إن طيش استعمال الأنترنيت هو السبب، مضيفا أنه لم يفكر يوما بالذهاب إلى الولاياتالمتحدة، و يتمنى أن تأخذ العدالة مجراها، واضعا رفقة عائلة ابن أخته ثقته في القضاء ليسترجع اسماعيل حريته ويستأنف دراسته الجامعية.