مواطن يضرم النار في جسده في باب سبتة احتجاجا على مصادرة ما كان بحوزته من سلع مهربة من مدينة سبتة السليبة، وسيدة عجوز تلقت حصة مهمة من العنف على أيادي أفراد من الشرطة الإسبانية في معبر مليلية المحتلة. حدثان يعيدان ما يحدث في هذين الثغرين المغربيين المحتلين إلى واجهة الاهتمام، وتحرص الحكومة المغربية على عدم الاكتراث إلى ما يحدث، فهي منشغلة بشكل مطلق بمصير المفاوضات الجارية الهادفة إلى ترميم حكومة متصدعة، ولا جدوى لوزير أو وزراء للاهتمام بسخونة الأحداث في هذين الثغرين وهم ليسوا متيقنين من بقائهم في مناصبهم. الحل بالنسبة إلى الحالة المذلة في كل من سبتة ومليلية المحتلتين، واضح جدا، يبدأ أساسا في تحديد ما نريده من هذين المدينتين المستعمرتين، هل نريدهما معبرا للتهريب؟ إذا كان الجواب بالإيجاب، يجب أن نتعامل معهما على هذا الأساس، ونبادر إلى تقنين هذا النشاط الذي لا يخلو من إيجابيات رغم ما يخلفه من خسائر فادحة للاقتصاد الوطني أم أن سبتة ومليلية محتلتان من طرف قوة استعمارية متغطرسة، وبالتالي يجب التعامل معهما على هذا الأساس، وتجب البداية من فرض حصار اقتصادي حقيقي عليهما، بهدف الضغط وإفقادهما الأهمية الاقتصادية بالنسبة للإدارة الاستعمارية، ومن المؤكد فإن تكلفة الإصرار على مواصلة استعمارهما ستكون غالية جدا، مما سيجبر مدريد على التفكير في مصيرهما. أما والحال كما هو عليه الآن، نشاط مكثف لمافيا التهريب على مرأى ومسمع وبمباركة السلطات الأمنية الجمركية، حيث تعبر جحافل المهربين يوميا من وإلى هذين الثغرين، وتتعامل الجمارك بمنهجية انتقائية وانتفاعية مع المهربين، فهذا ما لا يمكن القبول به. إن ما حدث في بابي سبتة ومليلية يعتبر إدانة جديدة لحكومة عجزت حتى الآن عن فتح فمها في قضية الثغور المغربية المحتلة.