ما زالت الحشود الضخمة تتدفق على ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية بوسط القاهرة استجابة لدعوة حركة تمرد المصرية للدفاع عما سموها "شرعية الشعب"، وفي المقابل دعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر الشعب إلى "الانتفاضة" ضد من قالت إنهم يريدون سرقة ثورتهم, وقتل صبيحة أمس أكثر من 40 شخصا في حادث إطلاق نار أمام مقر دار الحرس الجمهوري في مصر، حيث كان يعتصم أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي للمطالبة بإعادته إلى منصبه. وقالت جماعة الإخوان المسلمين إن أعضائها تعرضوا لإطلاق نار أثناء اعتصامهم، لكن الجيش رد بأن "مجموعة حاولت اقتحام دار الحرس الجمهوري. وصرح محمد سلطان، رئيس هيئة إسعاف مصر، ل"بي بي سي" أن 42 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 322 فى الأحداث التي وقعت صبيحة أمس ، مشيرا إلى أنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقى العلاج. واعلن مسؤول امني كبير لوكالة فرانس برس ان مقر جماعة الاخوان المسلمين اغلق أمس الاثنين بقرار من السلطات المصرية بعد العثور على اسلحة بداخله . وقال المصدرذاته ان الشرطة عثرت على "سوائل قابلة للاشتعال وسكاكين واسلحة" في مقر حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الاخوان المسلمين. الى ذلك أعلن حزب النور، الذي دعم تدخل الجيش في الأزمة السياسية ويعد ثاني أكبر الأحزاب الإسلامية ، تعليق مشاركته في المحادثات حول اختيار رئيس وزراء مؤقت، واصفا الأحداث التي وقت صباح أمس ب"مذبحة." وأصيب أكثر من 300 شخص في تصعيد خطير للأزمة السياسية، ودعت جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي، المصريين إلى تنظيم انتفاضة ضد الجيش الذي عزل مرسي يوم الاربعاء الماضي بعد احتجاجات شعبية مطالبة بتنحيته وشجبت جماعة الاخوان المسلمين ما حدث ووصفته "بانقلاب". ونقل التلفزيون المصري الرسمي عن القوات المسلحة قولها في بيان إن "مجموعه إرهابية مسلحة" حاولت فجرا اقتحام نادي ضباط الحرس الجمهورى وإن ضابطا قتل وأصيب 40 آخرون. وذكرت وزارة الداخلية المصرية أن ضابطا ومجندا بالشرطة قتلا خلال الاشتباكات وفي مستشفى قريب من مسجد رابعة العدوية حيث يحتشد مؤيدو مرسي كانت القاعات مليئة بجرحى أصيبوا خلال أعمال العنف. وقال موقع إخوان أون لاين إن "53 شهيدا حتى الان" قتلوا بينهم أطفال. وأدان محمد البرادعي رئيس حزب الدستور ومنسق جبهة الإنقاذ بمصر في حسابه على تويتر بالعنف الذي شهدته البلاد وطالب بتحقيق فوري شفاف. وقال البرادعي الذي كان من أبرز الأسماء المرشحة لتولي رئاسة الوزراء بعد خلع مرسي "العنف ليس السبيل أيا كان مصدره ويجب إدانته بكل قوة." وكان الجيش المصري قد أطاح بالرئيس المصري الأربعاء الماضي إثر احتجاجات واسعة طالبت بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما رفضه مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وأحزاب إسلامية أخرى. وبقي مرسي قيد الاحتجاز منذ عزله، ويعتقد أنه موجود في مقر دار الحرس الجمهوري. وينظم مؤيدو مرسي اعتصامات عدة للمطالبة بإعادته إلى منصبه. وفي المقابل يعتصم معارضو الرئيس المعزول في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية الرئاسي لتأكيد رفضهم له.